محمد عبيد 
عقدت سلطة الطيران المدني المصري الاجتماع الثاني للجنة القومية لمكافحة مخاطر الطيور والحياة البرية، ونظّمت ورشة عمل متخصصة بعنوان “تعزيز الاستجابة لمخاطر الطيور والحياة البرية.. نحو منظومة طيران آمنة ومستدامة”.
جاء ذلك في إطار جهود وزارة الطيران المدني لتعزيز سلامة وأمن الطيران، وتحقيق أعلى معدلات السلامة من خلال استعراض أحدث الممارسات الدولية والحلول التقنية الفعالة في إدارة مخاطر الطيور والحياة البرية.
عُقد الاجتماع بمقر ديوان عام الوزارة، بحضور الطيار عمرو الشرقاوي رئيس سلطة الطيران المدني، ووفد من ممثلي الجهات الحكومية المعنية، حيث ناقش المشاركون التحديات التي تواجه قطاع الطيران في هذا المجال، وأفضل السبل للتعامل معها وفقًا للمعايير الدولية.
وفي كلمته، أكد الطيار عمرو الشرقاوي أن أعمال اللجنة تعد من الركائز الأساسية لضمان سلامة الطيران المدني، مشددًا على أهمية التعاون المستمر بين جميع الجهات ذات الصلة، والعمل وفق أفضل الممارسات الدولية، مستندًا إلى الملحق 14 من اتفاقية شيكاغو الذي يحدد خارطة طريق واضحة لإدارة المخاطر المرتبطة بالحياة البرية داخل المطارات والمناطق المحيطة بها.
كما شهدت ورشة العمل مشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات الطيران والبيئة، بالإضافة إلى مسؤولي قطاعات السلامة بشركة المصرية للمطارات، والملاحة الجوية، ومصر للطيران، حيث تم استعراض آليات الحد من مخاطر الطيور وتأثيرها على منظومة الطيران، ومناقشة أحدث التجارب العالمية في هذا المجال.
واستعرض الطيار كريم جميل سعيد، مستشار رئيس سلطة الطيران المدني، آليات إدارة مخاطر الطيور في الطيران المدني وفقًا للتشريعات الدولية، مشيرًا إلى دور المطارات وشركات الطيران والملاحة الجوية في تقليل هذه المخاطر، من خلال تطبيق إجراءات وقائية متكاملة، تشمل الإبلاغ عن حوادث اصطدام الطيور، وتقييم المخاطر لكل مطار على حدة، واستخدام أساليب متطورة لردع الطيور وإدارة الموائل داخل المطارات وخارجها.
كما ناقش الحضور التحديات التي تواجه المطارات المصرية في هذا الملف، حيث أكد الطيار رامي منصور، رئيس الإدارة المركزية للحوادث، على أهمية توحيد الجهود بين جميع الجهات المعنية، خاصة في ظل الزيادة العالمية في حوادث اصطدام الطيور بالطائرات، مما يتطلب التزامًا صارمًا بالتشريعات الدولية لضمان أعلى معدلات السلامة الجوية.
واستعرض الدكتور لؤي السيد أحمد، ممثل وزارة البيئة باللجنة القومية للطيور، تحليلًا شاملًا لمسارات هجرة الطيور في مصر وتأثير العوامل البيئية على سلوكها، مع تقديم توصيات للحد من التداخل بين مسارات الطيور وحركة الطائرات. كما تم تسليط الضوء على تجربة مطار القاهرة الدولي في إدارة مخاطر الطيور والحياة البرية، من خلال عرض قدمه الدكتور محمد عبد الوهاب شربي، رئيس قطاع السلامة والجودة بشركة ميناء القاهرة الجوي.
وفي ختام الاجتماع، أكد المشاركون على أهمية استمرار التنسيق بين الجهات المختصة، والعمل على تطوير استراتيجيات مبتكرة لمواجهة التحديات المستقبلية، بما يضمن تحقيق أعلى معايير السلامة في المطارات والأجواء المصرية.