تواصلت فعاليات جناح الأديان في COP28 ، بعقد عدة جلسات ركزت على القيادة الحكيمة للانتقال إلى التكنولوجيا النظيفة، والعمل الخيري الديني المحفز للعمل المناخي، وزيادة الثقة والشفافية من أجل انتقال عادل للطاقة النظيفة.
وبدأت فعاليات جناح الأديان بكلمة ألقتها الطفلة الهندية ليكيبريا كانوجام، أصغر ناشطة مناخية في العالم، ومؤسسة حركة الأطفال التي تناضل من أجل العدالة المناخية، والتي تبلغ من العمر 12 عامًا، مشيدة فيها بتنظيم جناح الإيمان لأول مرة في تاريخ مؤتمر الأطراف لدعم الحلول التي تواجه التحديات المناخية، من خلال التأثير العميق للقيم الدينية والروحانية لإنقاذ كوكب الأرض، موضحة أن الآثار المترتبة على الأزمة المناخية تؤثر على الفئات الأكثر ضعفًا على مستوى العالم، وخاصة الأطفال، وتمثل تلك الآثار تحديًا للتوازن الدقيق في الأنظمة البيئية، الأمر الذي نتحمل مسؤوليته جميعًا لحماية كوكب الأرض.
وأكَّدت أن إعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، يعد بداية واقعية وملموسة لمواجهة الأزمة المناخية، الأمر الذي يتطلب من كافة الحكومات العمل معًا للانتقال العادل للطاقة المتجددة لحماية مستقبل الأجيال المقبلة.
وقدَّمت الجلسة الأولى، التي كانت بعنوان: «الميزان ميثاق الأرض للحياة» لمحةً حول رحلة الميزان، بهدف إطلاق هذه الحركة الرائدة في المستقبل، واستعرض المشاركون معاناة العديد من الشعوب جراء التغيرات المناخية التي تحدث بالإضافة إلى بنود العهد لميثاق الأرض للحياة من خلال المبادئ الأساسية وإمكانية مساعدتها في تشكيل حركة عالمية بين الأديان لتعزيز العمل البيئي، والتعليم القائم على القيم، ومناصرة الشباب ومشاركتهم.
وناقش المشاركون في الجلسة الثانية، التي جاءت بعنوان: “القيادة الحكيمة للانتقال إلى التكنولوجيا النظيفة” دور أماكن العبادة الخالية في التحول إلى الطاقة المتجددة، والتأثير العميق للاختيارات الفردية على البيئة وقوة العمل الجماعي، مؤكدين ضرورة الحاجة إلى عقلية ثاقبة لإلهام الممارسات المستدامة داخل المجتمعات، مُشيرين إلى أن قادة الأديان يلعبون دورًا محوريًّا في ربط الإيمان والإشراف البيئي بالتقنيات النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى دورهم الكبير في سد الفجوات وتعزيز التعاون والتأثير على تغييرات السياسات نحو مستقبل مستدام.
وأكَّد المشاركون في الجلسة الثالثة، التي جاءت بعنوان: “العمل الخيري الديني: حافز للعمل المناخي” أن العمل الخيري الديني يلعب دورًا تحويليًّا في سد فجوة تمويل تحديات المناخ لإنقاذ كوكب الأرض من مخاطر تعديات المناخ، كما أكدت فيلدا كيرينج، وزيرة البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية والسياحة في بوتسوانا خلال مشاركتها في الجلسة الثالثة، الدورَ الكبير والمهم الذي تلعبه المجتمعات الدينية المختلفة في المسائل البيئية والمحافظة على الموارد الطبيعية واستدامتها، وخاصة المتعلقة بضمان تنفيذ السياسات للحد من مخاطر التغيرات المناخية.
فيما تناول المشاركون في الجلسة الرابعة «زيادة الثقة والشفافية من أجل انتقال عادل للطاقة بموجب اتفاقية باريس»؛ حيث أكدوا ضرورة العمل بشكل شفاف من أجل مواجهة التحديات المناخية لتعزيز الثقة بين الجهات الفاعلة، بالاستناد إلى الدراسات الحديثة في مختلف البلدان، ووضع النتائج المتعلقة بالعمل المناخي المحلي، والانتقال العادل للطاقة.
واستعرض المشاركون في الجلسة الخامسة، التي جاءت بعنوان: «رجال الدين يروون قصصًا من الخطوط الأمامية لأزمة المناخ» قصصًا واقعية حول كيف تأثرت مجتمعاتهم الدينية بالفيضانات والحرائق والجفاف والأعاصير، وكيف يستجيبون بوصفهم قادة دينيين ليس فقط لإعادة البناء، ولكن لمحاولة الحد من الطوارئ المناخية عن طريق تغيير أنماط المناخ، داعين إلى أهمية المحافظة على الموارد الطبيعية التي يتم استهلاكها داخل المجتمعات للحد من تداعيات الأزمة المناخية.
و أكَّد معالي نك أحمد نظمي، وزير الموارد الطبيعية والبيئة وتغير المناخ في ماليزيا، الذي شارك في الجلسة الخامسة أنَّ الوقت حان لاتخاذ إجراءات مشتركة عاجلة وملموسة، وإيجاد حلول مبتكرة، وإشراك كافة فئات المجتمع في العمل المناخي، لافتًا إلى أن الالتزام نحو البيئة والاستدامة متأصل في ثقافتنا الماليزية، التي تتميز أنها تحتوي على أكبر تنوع بيولوجي وفي الخلفيات الثقافية والدينية.
يُذكر أن جناح الأديان في COP28 ، ينظمه مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع رئاسة COP28 ووزارة التسامح والتعايش بدولة الإمارات العربية المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ويتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة؛ من بينها نحو 70 جلسة حوارية وأكثر من 300 متحدث من جميع أنحاء العالم.