يظن العرب أن أمامهم أزمة فقط في قطاع غزة وفي حماس ،وماإن تتم المؤامرة عليها سيجري تغيير خريطتها الجيوسياسية وينتهي الأمر ..هذا الظن الذي يترجم ”بلادة” عربية تاريخية يحدث عكسه علي الأرض دون أن يجهر به أحد إما لعدم المعرفة به أو لمعرفة يصحبها طناش ظنا أن القضية لاتلامسهم.
في قطاع غزة عملية تهجير صارخة ودموية وغير أخلاقية لدفع الغزاوية ألي سيناء..أي أنها عملية واضحة في أعين العالم كله بما فيه من عرب ومسلمين ، بينما في الخفاء تنفذ أسرائيل عملية تهجير علي نار هادئة بلا صخب ولاأصوات زاعقة ولارد فعل،وأسموها في الكيان الصهيوني حسب تقارير مسربة أنها عملية ”التهجير الصامت”..وبين التهجير الصارخ والتهجير الصامت تأتي النتيجة واحدة وهي إنهاء القضية الفلسطينية برمتها..
الجميع ينظر ألي غزة ولايكلف نفسه ولو بإلتفاتة واحدة إلي الضفة الغربية..رغم أن مقدمات المؤامرة واضحة وهي علي ماأظن سياسة التهجير بالقطعة ..قطعة قطعة من الأرض إما باشتباكات محدودة أو بمضايقات لايمكن للفلسطينيين احتمالها..ولو كلف العرب أنفسهم للتركيز في المبادرة الإسرائيلية بتسليح مئات الآلاف من المستوطنين لأمسكوا بطرف الخيط وفهموا مبكرا ..فهذا التهجير الصامت له آليات مختلفة عن التهجير الصارخ في غزة ..وربما من وجهة نظر أسرائيلية سيكون أسهل في الضفة عنه في غزة..لأن العالم لايدري والعرب نائمون أو مستيقظون لكنهم عاجزون..ومن المفارقات أن النظر فقط يتجه ألي سيناء وماتتعرض له مصر من ضغوط ،ولا ينظر أحد في اتجاه الأردن وماينتظره..في وقت لانري ولانسمع لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية حسا ولاخبرا ولاصوره ولاأنفعالا ،وهو لايملك إلا اتفاقية تنسيق أمني مع إسرائيل تضر بالمقاومة وتخدم اسرائيل..صحيح توجد مقاومة في الضفة لكن ليست بقوة حماس والقسام في غزة علاوة هل أنها محدودة في جنين وبعض حركات سرية وليدة وبعض المقاتلين من كتائب عز الدين القسام..