الوقود المستدام وتحويل الأموال «أزمتا» الطيران المدني عالمياً

العالم الآنالعالم الآن 12, ديسمبر 2024 14:12:54

كتب – حسين عبيد

يواجه قطاع الطيران المدني أزمتين متزامنتين تتعلقان بنقص إنتاج وقود الطيران المستدام وتجميد عائدات شركات الطيران في عدة دول، مما يهدد استدامة عمليات النقل الجوي ، وأعرب ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، عن قلقه من بطء التقدم في إنتاج الوقود المستدام وصعوبة تحويل عائدات شركات الطيران، مشيراً إلى أن هذه التحديات تحتاج إلى استجابة حكومية عاجلة.

قال والش: “رغم زيادة إنتاج وقود الطيران المستدام إلى مليون طن في 2024، إلا أن وتيرة النمو ما زالت بطيئة ومخيبة للآمال. الحكومات ترسل إشارات متضاربة لشركات النفط، مما يدفع المستثمرين للتردد في تمويل منشآت الإنتاج. ومع تحقيق شركات الطيران لهامش صافي ربح محدود يبلغ 3.6% فقط، فإن استدامة الاستثمار في الوقود المتجدد تتطلب سياسات واضحة وحوافز مالية”.

وأوضح أن إنتاج الوقود المستدام لعام 2024 كان أقل من التوقعات السابقة بسبب تأجيل منشآت الإنتاج في الولايات المتحدة توسيع قدرتها الإنتاجية حتى 2025، مشيراً إلى أن هذا الوقود يمثل 0.3% فقط من إجمالي إنتاج وقود الطيران. وأضاف: “هناك فرصة كبيرة لتحقيق الربحية للمستثمرين الذين يركزون على مستقبل إزالة الكربون، ولكن يجب على الحكومات إعادة توجيه دعمها من الوقود الأحفوري إلى حوافز إنتاج الوقود المتجدد”.

وفي سياق موازٍ، أكد والش أن أزمة تحويل أموال شركات الطيران لا تزال قائمة، حيث تُجمَّد 1.7 مليار دولار من عائداتها بنهاية أكتوبر الماضي ، وقال: “شهدنا تحسناً في بعض الدول مثل باكستان، التي خفّضت الأموال المجمدة من 411 مليون دولار إلى 311 مليون دولار، وبنجلاديش التي قلصتها من 320 مليون دولار إلى 196 مليون دولار. ولكن في المقابل، تزداد المشكلة في دول أفريقية عدة مثل موزمبيق ومنطقتي الفرنك الأفريقي لوسط وغرب أفريقيا”.

وأشار والش إلى أن الأموال المجمدة تمثل تهديداً لاستمرارية العمليات الجوية، موضحاً: “لا يمكن لأي دولة أن تتحمل خسارة الاتصال الجوي الذي يدفع النمو الاقتصادي ، إذا لم تتمكن شركات الطيران من تحويل عائداتها، فلن تتمكن من تقديم الخدمات اللازمة، مما سيؤثر سلباً على الاقتصادات المحلية”.

وحول الحلول الممكنة، شدد والش على ضرورة اتخاذ خطوات فورية لتوسيع إنتاج الوقود المستدام وتسريع تحويل الأموال ، وقال: “يمكن استخدام معامل التكرير الحالية للمعالجة المشتركة بين المواد الأولية المتجددة والنفط الخام لزيادة إنتاج الوقود المستدام ، كما أن تنويع الإنتاج عبر مسارات معتمدة مثل تحويل الكحول إلى نفث أو تقنية Fischer-Tropsch سيسهم في تحسين الكفاءة ويقلل الاعتماد على الزيوت المستخدمة حالياً”.

وأكد والش أهمية تقديم الحكومات حوافز ملموسة مستلهَمة من تجربة التحول إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية ، وأضاف: “تحقيق تحول الطاقة في الطيران يتطلب استثمارات أقل من تلك المخصصة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويمكن تمويل جزء كبير منها من خلال إعادة توجيه الدعم المخصص للوقود الأحفوري”.

وفيما يتعلق بدور الركاب، أشار والش إلى أن دراسة حديثة أجرتها «إياتا» أظهرت دعم 86% من المسافرين لحوافز حكومية لتسهيل حصول شركات الطيران على الوقود المستدام ، كما طالب 86% من المشاركين شركات النفط بجعل الوقود المستدام أولوية لتزويد شركات الطيران.

وتابع والش : “قطاع الطيران يمر بتحولات كبيرة يجب أن يُنظر إليها كجزء من تحول الطاقة العالمي. التحديات كبيرة، لكنها تحمل فرصاً هائلة للاقتصاد العالمي، إذا ما تضافرت جهود الحكومات والمستثمرين لدعم استدامة هذا القطاع الحيوي”.


#الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) #الشرق الأوسط #العالم الآن #تحويل الأموال #شركات الطيران #قناة العالم الآن #وقود حيوي #وقود مستدام

اخبار مرتبطة