المذنبون .. أزمة الزمالك في الإمارات.. بين الرياضة والسياسة والعناد والتآمر!

إبراهيم ربيعإبراهيم ربيع 24, أكتوبر 2024 12:10:42

 

صرفت أزمة الزمالك في نهائي السوبر المصري بالإمارات النظر عن المباراة ذاتها ،بحيث أصبح الحديث عنها وتناول أخبارها تصلح لصحيفة حوادث لا لصحيفة رياضة.. لم يعد أحد يتكلم أو يكتب عن الاستعدادات الفنية للقطبين اللذين تصاحب مبارياتهما معا أعلي ضجيج أعلامي وجماهيري في مصر بل في الوطن العربي كله..حتي رفض الزمالك تعيين أمين عمر لإدارة المباراة لم يصمد أمام سيناريوهات حجز وحبس ثلاثي الزمالك عبد الواحد السيد مدير الكرة واللاعبين مصطفي شلبي ونبيل دونجا بتهمة التعدي علي موظف أثناء تأدية عمله..هذه هي التهمة ولايوجد غيرها كما أثير في كثير من وسائل الإعلام علي سبيل التضخيم وأحيانا التحريض.
وأبرز ملامح الأزمة انها اختلطت بالسياسة وكانت فرصة لمن يريد إن بصفي حسابات سياسية أو رياضية أو نفسية وفي توسيع دائرة الحساسية فيما يخص الهمس واللمز حول علاقة البلدين الشقيقين..بل ذهب خيال البعض إلي السؤال حول ماإذا كان هذا الحدث مديرا من الأصل ،بأن يتم دفع الرجل صاحب الشورت والفانلة الحمراء المتجول في الملعب لاستفزاز لاعبي الزمالك خاصة في ذروة الانفعال عندما أحرز بيراميدز هدف الفوز الملغي والذي كان صدمة مروعة للاعبي الزمالك أطارت عقولهم ..وبالتالي لايجب التقليل من شأن تبرير الزمالك بأن الأزمة برمتها ماهي ألا نرفزه ملعب ناتجة عن صدمة الثانية الأخيرة من المباراة.
وجاءت ذروة الشك في التعمد عندما انتشر في كل وسائل الإعلام المصرية أن المعتدي عليه هو رجل أمن سواء تابع للأستاد ام تابع للشرطة الاماراتية ،الأمر الذي أطلق العنان لكل الاعلاميين المصريين بدرجات شهرتهم المختلفة إلي مخاطبة الرأي العام بجملة واحدة وهي أن الزمالك وقع في خطأ فادح وأن عليه أن يتقبل مايحدث للاعبيه المحبوسين وفريقه الذي خرج من أجواء المباراة..وشملت هذه اللهجة الإعلامية تأنيبا وتشويها للزمالك ،وتأكيدا بأنه لاهزار أمام القانون في الامارات مهما كانت هوية المخطئ ومكانته وكأن هؤلاء الإعلاميين البلداء يقولون لنا بشكل غير مباشر أننا في مصر لانحترم القانون..
هذه الحملة كانت من ناحية المظهر مقنعة للكثيرين الذين هم في الأصل لم يعرفوا كل ماحدث واعنمدوا علي اخبار وبيانات وفبركات علي السوشيال ميديا..ومن ناحية الجوهر فيها الكثير من الخفايا وعلامات الاستفهام ..ولذلك كانت المفاجأة من الامارات ذاتها عندما خرج اعلاميون إماراتيون بالصوت والصورة وكشفوا عن هوية الرجل المعتدي عليه وأنه مجرد موظف في نادي الوحدة وليس رجل أمن علي الاطلاق..يعني ببساطة مجرد شجار تقريبا مكرر في كل الملاعب المصرية والعربية ومنها الإماراتية ولم تذهب هذه الشجارات إلي الحبس ولا النيابة ولا المحكمة وربما انتهت في لحظتها أو تدخل اتحاد اللعبة لفرض عقوبات عادية معتادة..وبالمناسبة كان اتحاد الكرة المصري واحدا من علامات الاستفهام ،فرغم أن البطولة مصرية لم نسمع له حسا ولاخبرا ولا محاولة ذات قيمة للتدخل والحل..وطبعا ليس هذا جديدا لأن مافعله لاعبو الزمالك ماكان ليحدث خارج مصر لو عندنا اتحاد قوي ويعلي كلمة القانون علي الكبير والصغير..بل كان سببا مباشرا في تربية اللاعبين علي تجاوز القانون وتجاوز السلوك السوي..
وكون أن هذه الشرارة البسيطة تحولت لحريق كبير وإهانة لايمكن اخفاؤها للزمالك وللكرة المصرية بل وللجميع بشكل عام .فإن فوبيا التآمر قفزت وسط الأحداث، وفي هذا الشأن ظهرت قائمة المذنبين الذين سمحوا باتساع الأزمة البسيطة جدا..إذن هؤلاء المذنبون شاركوا في رسم هذه اللوحة القبيحة.بداية اللاعبون ومديرهم مذنبون لأنهم أبدوا ردة فعل عنيفة علي استفزاز الرجل المعتدي عليه وقدموا صورة سيئة انتشرت في الإعلام العربي كله..والرجل بالتأكيد فعل شيئا مستفزا بدرجة أن يصل رد الفعل الي هذا السوء..والغريب أن استفزاز الرجل لم يكن محل نقاش أو توضيح من أي وسيلة إعلامية ..لم يقل أحد حتي من الزمالك ماذا قال وماذا فعل لكي يدفع لاعبي الزمالك للخطأ..وهل هو تصرف فردي أم كان مدفوعا من أحد..وطبعا خيال الزملكاوية شرخ إلي استنتاجات عديدة جوهرها أنها مؤامرة شارك فيها كل من أراد هزيمة الزمالك..
ولاشك أن إدارة بعثة الزمالك هي في طليعة المذنبين لأنها لم تنجح في إدارة الأزمة خاصة في مهدها..وأظن أن حسين لبيب رئيس النادي وحسام المندوه رئيس البعثة والأعضاء المرافقون خانهم التقدير واستسهلوا ماحدث ولم ينتبهوا إلي احتمالات استغلال الواقعة..صحيح كانت هناك مصالحة شفهية سريعة مع المعتدي عليه لكن لم تكن نهائية وجادة ..والظن أن الرجل تعرض لعملية تسخين جعلته لايستقر علي موقف نهائي..في الوقت الذي غفلت البعثة أيضا وهي تستقبل طلب إماراتي لها بالاعتذار ببيان عن الواقعة لأن الرد الزملكاوي علي الطلب كان بالرفض ..الأمر الذي أدخل المشكلة في أجواء العناد لأن الطرف الآخر حولها ألي مسار قانوني ..وزاد الاستفزاز عندما نقلت وسائل الاعلام اخبارا عن دراسة الزمالك للإنسحاب إذا لم يخرج اللاعبون من الحبس..فزاد العناد أكثر ثم وجدت إدارة البعثة نفسها في ورطة كبيرة جدا وأدركت أن الأزمة خطيرة وأنها بين فكي كماشة..بين مباراة يجب الاستعداد لها في أجواء غير طبيعية وبين ثلاثة محتجزين تحول رد فعلهم الغاضب في ملعب إلي قضية في محكمة..
طبعا كان مرتضي منصور أول المستثمرين لورطة البعثة وأطلق عدة بوستات متتالية تهاجم مجلس الزمالك ووصف تعامله مع الأزمة بالمهين للنادي ولمصر كلها..ثم زف فجأة خبر الافراج عن اللاعبين بجهود من الدولة المصرية وأنهم سيكونون في القاهرة اليوم ..إلا أن هذا الإعلان سرعان ماأحاط به الغموض وتضارب الأخبار عن مصير الثلاثة المحتجزين.

عموما أدت الضغوط الهائلة ألي اصدار بيان للبعثة تضمن تقديرا وتحية للجانب الإماراتي ولم يتضمن اعتذارا واضحا ،فأدي ذلك إلي ازدياد الضغوط وليس تخفيفها الأمر الذي دفع البعثة للاستسلام للأمر الواقع بإصدار بيام اعتذار رسمي ربما هو الذي سيطفئ نار الجانب الإماراتي الذي اعتبر رفض الزمالك للاعتذار من البداية تحديا كبيرا وبني عليه كل إجراءات التصعيد..
وحاليا اتجهت الأنظار نسبيا إلي المباراة التي ستبدأ الساعة الثامنة مساء اليوم في ظل مخاوف كبيرة من امتداد الأزمة ألي الملعب وتأثيرها المباشر علي المباراة علاوة علي عدم قبول الزمالك من الأصل تعيين أمين عمى لإدارة النهائي.


#أخبار العالم الآن #أزمة الزمالك في نهائي السوبر المصري بالإمارات #العالم الآن alalamalan #العالم الآن الإخبارى alalamalan #المذنبون .. أزمة الزمالك في الإمارات.. بين الرياضة والسياسة والعناد والتآمر! #النادى الأهلى #نادى الزمالك

اخبار مرتبطة