التقرير الذى اعده أخطر ثنائي صحفي في “النيويورك تايمز” والمقربون من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “CIA” Christoph Koett”” و” Declan Walsh”
فالأول مراسل التحقيقات البصرية في الصحيفة ، والمتخصص في فحص الصور ومقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعية بحثاً عن أدلة خفية ، والمتخصص في التحليل الجغرافي والمكاني من خلال تلك الصور والمقاطع.
والثاني المراسل الرئيس للصحيفة في أفريقيا، ويغطي شؤون القارة وتقديم تقارير إستقصائية متعمقة ذاخرة بمعلومات في غاية السرية ، زار السودان خلال هذا العام ، سبق أن عمل في كل من باكستان ومصر ، قبل أن يُطرد منهما بسبب تقارير ومقالات عن الفساد المالي في الاولى وعدم نزاهة الانتخابات في الثانية، وصاحب عمود صحفى مُستقل مثير للجدل (Abroad in America )
إضافة إلى خلفية الصحيفة والصحفيين الذين أعدا التقرير ، فهنالك عدد من التقارير والمعلومات المشابهة وردت في عديد من الصحف الأمريكية مثل ، فاينانشيال والقارديان، نيويوزك تايمز، وبالمقارنة مع تطورات الأوضاع والمستجدات على واقع ملف الحرب ، فأهم مؤشر هو الفشل الذريع للولايات المتحدة في فرض ارادتها وسطوتها.
التقرير حوى مؤشرات تذهب في اتجاه إعادة ترتيب ملف الحرب في السودان ومعالجة الفوضى والآثار السالبة التي أضرت بالمصالح الأمريكية ، ولكن نسبةً لإعتبارات تتعلق بمصالح التحالف الإستراتيجىي الثلاثي الراسخ ( امريكا ، اسرائيل ، الإمارات) ستعمل – وهي تعمل – على الإبقاء على “الإمارات” في المشهد السودانى .
فهل تعمل امريكا على إعادة ضبط المشهد السودانى الراهن من خلال عملية تصفية وتصفير شامل لسياسة ادارة “ملف السودان” الذي تحول من الخارجية الأمريكية إلى البيت الأبيض وتعيين مبعوث خاص للرئيس الأمريكي ؟؟!.
فمنذ التغيير الذي حدث في السودان 2019م كانت تتماهى الخارجية الأمريكية وتتحالف مع المكون المدني بقيادة قوى الحرية والتغيير (قحت – تقدم) وقوات الدعم السريع (المليشيا) ودول الرباعية المناوئة – تحت مظلة الإتفاق الإطاري المتسبب في الفوضى والحرب – المناوئة والمضادة للمكون العسكري (قوات الشعب المسلحة السُودانية) ، ليستقر ملف السودان في البيت الأبيض بإدارة وإشراف مباشر من وزارة الدفاع الأمريكية وال CIA المقربين تنسيقياً ومهنياً وإستراتيجياً من المكون العسكرى والجيش والمخابرات السودانية، وهذا ما يظهر بجلاء في مضمون ومحتوى ورسائل تقرير النيويورك تايمز والتقارير الأخرى المشابهة.
مثل هذا التقارير الإستخبارية لا تجيب على الاسئلة بقدر ما تتعمد إثارة الأسئلة ؟! ، والإيهام بأن ثمة تغيير وتحول مُحتمل يخطر في ذهن القاريء فور الفراغ من قراءته بفعل تأثيرخطورة المعلومات التي توحي بذلك ، وتوقع خطوات وتحركات جذرية معاكسة في المواقف والإعتبارات التي ظلت راسخة وثابتة ، وعلى العموم الوقت المتبقي للادارة الامريكية لا يسمح بأي تغيير مع اقتراب موعد الانتخابات الامريكية مطلع نوفمبر القادم.
المقال ظاهره توريط و إدانة للامارات ، وباطنه وفحواه تهيئة لتدويل ، وأن تقاطعات المصالح الدولية وصراعها اصبح أمراً واقعاً في السودان ، حتى السعودية لم تنجو من توريط ، وكما ان امريكا صعدت على أكتاف الدولتين- الإمارات والسعودية – لتنجو هي من الفيضان و من المأزق الاخلاقي والسياسي الدولي والضار بمصالحها.
بذلك تكون امريكا رمت الجميع بدائها وأنسلت وورطت دول اجنبية اخرى (بحسب النص التلميحي) ، كي تعود للملعب مرة أخرى ، بنيو لوك جديد وثوب جديد ، مع خطة هجومية، وتبارز روسيا وايران بسبب (بيع السلاح للطرفين ، والاستحواذ على الذهب ).
استباق التقرير لزيارة محمد زايد لامريكا واللقاء بالرئيس الأمريكي ونائبته المرشحة للرئاسة ، جعل بعض المحلليين يذهبون بأن التقرير أعد اساساً لإبتزاز محمد بن زايد ومساومته مالياً لصالح ميزانية الحملة الإنتخابية ، والأموال التي ستضخها الإمارات لصالح الخزانة الأمريكية جراء مخرجات لقاء بايدن وهاوز بمحمد بن زايد والتي لم تشيير الي اي جديد ، بل تأكيد وتعضيد على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين .
لا اعتقد بدقة هذا التحليل الذي استند على التصريحات والتفاهمات الثنائية حول السودان وصدمة إختيار الإمارات الشريك الدفاعى الثاني لأمريكا على مستوى العالم بعد الهند -؛عكس محتوى تقرير النيويورك تايمز – لأن هنالك حقائق و وقائع لا تستطيع ادارة بايدن تجاوزها والقفز فوقها أهمها المؤسسية الأمريكية ، الخلافات المتنامية داخل امريكا بسبب الدور الإماراتي في حرب السودان وعجز ادارة بايدن عن حسم الأمور ، الراي العام الدولي ، الراى العام على مستوى الإعلام الأمريكى المؤثر في الإنتخابات الامريكية ، تيارات الضغط المتعددة ، الكونغرس الامريكي ، توجهات وزارة الدفاع الأمريكية وال CIA ، او كما عبر عنها تقرير الصحيفة الأمريكية وأكدت عليها.
*خلاصة القول ومنتهاه :*
▪️ الادارة الامريكية طرف رئيس فيما يجري في السودان مع حلفائها الإستراتيجيين الدائمين “الامارات واسرائيل” ولا أعتقد بتغير قريب فى السياسة الامريكية تجاه السودان حتى إن فازت “هارز”، ولن تكترث الإدارة لما يجري في السودان الا إذا صاحب الضغط الداخلي والخارجي ، توسع فى نفوذ روسيا و الصين .