تشهد منطقة الشرق الأوسط طفرة استثمارية كبيرة في قطاع الطيران والمطارات، حيث تسعى دول المنطقة إلى تطوير بنيتها التحتية لمواكبة النمو المتوقع في حركة السفر الجوي. وفقًا لتوقعات مجلس المطارات العالمي، تحتاج مطارات الشرق الأوسط إلى استثمارات بقيمة 151 مليار دولار لتوسيع قدراتها بحلول عام 2040، وذلك لاستيعاب 1.1 مليار مسافر سنويًا، بزيادة نسبتها 300% عن الأرقام الحالية.
وتأتي هذه الجهود في ظل تقديرات تشير إلى أن سوق الطيران في الشرق الأوسط سيصل إلى 33.7 مليار دولار بحلول عام 2029، بينما يتوقع أن يصل عدد المسافرين عالميًا إلى 20 مليار مسافر بحلول 2042، 45% منهم من الرحلات الدولية. أما في إفريقيا، فتبلغ احتياجات تطوير المطارات 32 مليار دولار، مع تخصيص 40% لإنشاء مطارات جديدة بالكامل.
تعد منطقة الخليج العربي مركزًا رئيسيًا لتطوير المطارات، حيث يجري تنفيذ 48 مشروعًا بقيمة 182.6 مليار دولار. في دبي، يتم بناء أكبر مبنى مطار في العالم بتكلفة 35 مليار دولار، ليضم 400 بوابة وخمسة مدارج متوازية، بطاقة استيعابية تصل إلى 260 مليون مسافر سنويًا.
في السعودية، يُبنى مطار الملك سلمان الدولي في الرياض بتكلفة 50 مليار دولار، ليصبح أكبر مطار في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية عند اكتماله في 2030، مع هدف استيعاب 300 مليون مسافر سنويًا. وتشمل المشاريع الأخرى مطار أبها الجديد بطاقة استيعابية تصل إلى 13 مليون مسافر سنويًا، ومطار البحر الأحمر الدولي الذي سيستوعب مليون مسافر سنويًا عند اكتماله.
في الإمارات، من المتوقع الانتهاء من تطوير مطار الشارقة الدولي بحلول 2026. وفي الكويت، يسهم المطار الجديد، الذي يضم 28 بوابة، في زيادة الطاقة الاستيعابية إلى 50 مليون مسافر سنويًا بحلول 2026.
في العراق، يجري العمل على افتتاح ثلاثة مطارات رئيسية بحلول 2025، بينما يخطط لبنان لتوسيع مطار بيروت الدولي لزيادة قدرته إلى 20 مليون مسافر بحلول 2030. أما مصر، فتسعى لاستيعاب 72.2 مليون مسافر سنويًا بحلول 2025، من خلال مشاريع تطويرية واسعة.
تعتمد استراتيجيات تطوير المطارات على الاستثمار في التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والقياسات الحيوية والأتمتة، بهدف تحسين تجربة المسافرين وتعزيز الكفاءة التشغيلية. وسيكون هذا التوجه محور النقاش في معرض المطارات 2025، الذي سيُعقد في دبي بمشاركة واسعة من الشركات العالمية.
في إفريقيا، يجري العمل على تطوير مطار جديد في إثيوبيا ليصبح الأكبر في القارة بحلول 2030. كما يجري بناء مطار مسندم في عُمان بتكلفة 250 مليون دولار ليكتمل بحلول 2026. وفي الهند، التي تمتلك 137 مطارًا، بما في ذلك 24 مطارًا دوليًا، تُنفذ مشاريع رئيسية في نيودلهي ونافي مومباي، بالإضافة إلى 15 مشروعًا آخر قيد التخطيط.
سيكون معرض المطارات 2025 في دبي منصة رئيسية لتسليط الضوء على أحدث الابتكارات في القطاع. المعرض، الذي يُقام برعاية الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، سيجمع بين قادة الصناعة ومقدمي الخدمات لاستعراض التقنيات الجديدة التي تُعزز الاستدامة وتحسن الكفاءة التشغيلية ، حيث تشكل الاستثمارات الضخمة في قطاع المطارات عاملًا حيويًا لتحقيق النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا ، ومع توقعات بزيادة هائلة في أعداد المسافرين خلال العقود المقبلة، يظل تطوير البنية التحتية والتكنولوجيا ضرورة ملحة للحفاظ على تنافسية هذه المناطق في قطاع الطيران العالمي.