السفير محمد النى: مصر حققت نهضة اقتصادية واعدة بفضل العزيمة السياسية الجادة
أمين عام اتحاد خبراء الضرائب العرب : نهدف إلى خلق جيل قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة
عمر عبد العلى
أكد د. محمد معيط وزير المالية أن الجولة المصرية واجهت تحديات كبيرة ناتجة عن التطورات التكنولوجية الذكاء الاصطناعي من خلال تدشين نظم ضريبية موحدة ، مشيرا خلال كلمته أمام المؤتمر الدولى لإتحاد الضرائب العرب، الذى عقد بالقاهرة أمس بعنوان “مستقبل النظم الضريبية العربية في ظل ثورة الذكاء الاصنطاعي” أنه ينقل تحيات رئيس مجلس الوزراء دكتور مصطفى مدبولي، وحرصه على مشاركته فى المؤتمر لولا التزامات طارئة، وأنه حضر نيابة عنه في هذه المحفل المهم الذي يتناول مستقبل نظم الضرائب العربية في ظل تحديات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف في كلمته: “ذلك العنوان المهلم الذي يتباحث تحته نخبة من خبراء الضرائب في العالم العربي، مع خبراء التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وأضاف “معيط” إن المؤتمر يشجع التطوير والابتكار وتحديث النظم الضريبية، من أجل نظم ضريبية أكثر كفاءة وقدرة على مواجهة التحديات والتغيرات السريعة، وأيضا قدرة على منافسة التحديات الدولية، وهناك تطورات كبيرة في العملية الاقتصادية، خرجت من المفهوم التقليدي لها للمفهوم التكنولوجي الجديد بسبب تطورات الاتصالات التكنولوجية.
وأوضح وزير المالية أن الدولة عدلت قانون القيمة المضافة، لإخضاع غير مقيمين في مصر، يستخدم المواقع ومنصات مختلفة من خارج مصر، لممارسة نشاطه، مع مقارنة الممارسات الدولية لعدم الاصطدام، ما جعلنا نتفاعل مع المنظمات الدولية دون استثناء، كما طالبت بنظام ضريبي دولي، وكانت هناك جلسة كاملة في مجموعة العشرين عن الضرائب، وطالبنا أن يكون للأمم المتحدة دور في هذا الأمر، واتخذت مصر خطوات لإصلاح الاقتصاد وايجاد بيئة مناسبة، وطورت الحكومة المصرية نظامها الضريبة لمواكبة التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، وتعد شركات متعددة الجنسيات تحد كبير للوعاء الضريبي.
ولفت “معيط” إلى أن الدولة المصرية بدأت التحرك في اتجاه التحول الرقمي، كما أن مصلحة الضرائب منذ عدة سنوات تسير في التحول الرقمي لتحقيق استراتيجية تطوير الإدارة الضريبية، وهناك قانون الاجراءات الضريبية الموحد جمع أشكال الضريبة بإعادة هندسة الإجراءات للتوحيد.
وأكد وزير المالية أن مصر دشنت العديد من المشروعات للإجراءات الضريبية، منها قانون الإجراءات الضريبية الموحد والرقم الضريبية الموحد ومنظومة الفاتورة الإليكترونية وكانت مصر الدولى الأولى في الشرق الأوسط لتطبيقها ووصلت للفاتورة رقم مليار، ثم الإيصال الإليكتروني، وهناك مئات من الإيصالات الإليكترونية ما بعد ثورة من التخطيط، ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل المعلومات السابقة مثل مليار فاتورة اليكترونية والإيصالات الإليكترونية، إذ تعد يوميا 1.4 مليون فاتورة، كما ربطت الجمارك، لإيجاد قواعد بيانات لمعرفة حركة السلع، ولدى مصر منظومة الأجور الموحدة، التي تم إدخال 2 مليون من القطاع الخاص في منظومة الأجور الموحدة وأن هنك دمج بين منظومة العاملين في الدولة مع العاملين في القطاع العام، ما يمكن من تحليل البيانات بشكل موسع.
وأضاف “معيط” أن هناك 77 شركة عالمية غير موجودة في مصر مثل جوجل وعلي بابا تدفع ضرائب في مصر، ما يعود على الدولة بالمليارات، عبر تحصيل الضرائب منهم، وتدفع هذه الشركات العالمية الضرائب بالعملية الأجنبية، مؤكدا إخضاع كبرى الشركات العالمية للمنظومة الضريبية المصرية، ما يعود بالكثير من العوائد على مصر.
من جانبه أشاد السفير محمدي أحمد الني الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية ، بالنمو الإقتصادية لمصر في عهد الرئيس السيسي ، مقدما الشكر إلى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، لرعايته المؤتمر الدولي الأول لاتحاد خبراء الضرائب العرب الذى عقد بالقاهرة ، مؤكدا أن النهضة الإقتصادية الواعدة والعزيمة السياسية الجادة لتحقيق النمو الإقتصادي المنشود في مصر جاءت بفضل القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي.
حيث قدمت جمهورية مصر العربية عبر تاريخها نموذجاً حياً لتذليل العقبات ومواجهة كافة أشكال التحديات بمختلف القطاعات، لاسيما القطاعات الاقتصادية، فشكلت الوجهة العربية المثلى للمستثمرين ورواد الأعمال، كما توفر مرافق البنية التحتية المدعومة بالمهارات الفنية والخبرات المهنية في القطاعات الحيوية والاقتصادية، والمنظومة المالية الالكترونية المتعددة والمتصلة بصورة لحظية بالاقتصاد، والشمول المالي للدولة، ومنظومة التحول الرقمي في الأنظمة الضريبية، التي تعطي مصر ميزة تنافسية على كثير من الدول، ولم تتوانى جمهورية مصر العربية عن تقديم كافة أشكال الدعم على كل الصعد لأشقائها العرب لإنجاح العمل العربي المشترك.
وأضاف الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية :
يأتي تنظيم هذا المؤتمر فى ضوء حرص دولنا العربية على تطوير وتحسين منظومة الاصلاح الضريبي، وزيادة الموارد المحلية، من خلال تطبيق نظام ضريبي فعال، يتضمن تبادل افضل للمعلومات والممارسات والخبرات المعنية بأغراض الضريبة، والتعاون في عدد من القضايا والموضوعات الهامة المتصلة بسبل تحسين عملية تعبئة الموارد المحلية، وتقليل حدة تأكل الوعاء الضريبي، وتبادل الخبرات النموذجية فيما يتعلق بالحكومة الالكترونية، والشمول المالي، والزكاء الاصطناعي، لرفع كفاءة التحصيل الضريبي وتحسين الميزان التجاري وزيادة العملة الأجنبية في الدول العربية.
ورغم شدة التحديات الراهنة الا ان مؤشرات الأداء المالي المحققة فعليا خلال عام ٢٠٢٢/٢٠٢٣ جاءت جيدة في مصر محققه نجاحاً ملموساً في خفض العجز الى ٦٪ عام ٢٠٢٢ بدلاً من ٦.١٪ في العام المالي ٢٠٢١على ضوء الأسعار العالمية غير المواتية التي انعكست على ارتفاع أسعار معظم السلع الاستراتيجية الأكثر احتياجاً حول العالم، وشهدت الايرادات العامة نمواً بنسبة ١٥% مدفوعة بنمو سنوي وقوي للإيرادات الضريبية بنحو ٢٧٪ بعد تطوير وميكنة المنظومة الضريبية، وخضوع التجارة الالكترونية للأنظمة الضريبية، وشهدت أيضاً حصيلة ضرائب الدخل نمواً بنسبة ٣٦٪ والضريبة على السلع والخدمات بنسبة ٢٢٪ عام ٢٠٢٣.
وأشار السفير محمدى أحمد الني الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية ،أن هذه الايام المفعمة بالتحديات الداخلية والخارجية نشهد توسعاً في الشراكات الاقتصادية العربية من أجل تقليص التحديات التي يتعرض لها اقتصادنا العربي والتي كان أخرها التعاون الكبير بين مصر والامارات – صفقة “رأس الحكمة ” – تنطلق أفاقها من الاولويات الاقتصادية المشتركة للبلدين لتعزيز الخطط والاستراتيجيات التنموية، وتوفير فرص عمل، وفتح أفاقاً رحبة لتعظيم مساهمات القطاع الخاص العربي في النشاط الاقتصادي.
وأكد الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية ، أن
مجلس الوحدة الاقتصادية العربية يحرص على تشجيع الدول العربية لتطوير وميكنة المنظومة الضريبية وتحفيز الإنتاج وذلك باستهداف جذب المزيد من الاستثمارات العربية المباشرة، وتلبية أكبر قدر ممكن من الاحتياجات الأساسية للدول العربية، وتمكين القطاع الخاص العربي من استكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة للدول الأعضاء في مختلف القطاعات، باعتبار ذلك أحد الاهداف المؤثرة التي يحققها مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، في صياغة مسار اقتصادي عربي متكامل أكثر ديناميكية يعتمد على الإنتاج والتصدير من جانب واحلال الواردات الأجنبية بالمنتج العربي من جانب أخر.
وفى ختام كلمته تقدم السفير محمدى أحمد الني بالشكر للمهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء بجمهورية مصر العربية على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر، كما اشيد بالجهود التي يقوم بها اتحاد خبراء الضرائب العرب لرفع كفاءة الانظمة الضريبية في منطقتنا العربية، متمنياً التوفيق والنجاح للمؤتمر والذي نرجو أن تصبوا قرارته وتوصياته إلى حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا جميعاً من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي العربي.
على الجانب الاخر أكد د. عيسى الشريف ، أمين عام اتحاد خبراء الضرائب العرب وعضو مجلس الشيوخ فى كلمته خلال المؤتمر ، أننا نهدف من وراء هذا المؤتمر لتأسيس جيل من خبراء الضرائب العرب قادرا على تطوير المنظومة الضريبية العربية ، مقدما الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، ولمصر العروبة لاستضافتها مؤتمر الإتحاد الدولي الأول بعنوان “مستقبل النظم الضريبية العربية في ظل الذكاء الاصطناعي”
وقدم “الشريف” التحية للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء وللدكتور محمد معيط وزير المالية المصري، لرعايتهما وحضور المؤتمر، وللسفير مهند العلكوك، رئيس الدورة الحالية لمجلس الوحدة الإقتصادية العربية ، وللسفير محمدى النى، الأمين العام لمجلس الوحدة الإقتصادية العربية، لرعايتهما المؤتمر ودعمها الدائم للإتحاد من أجل تحقيق أهدافه، وتقدم بالشكر للسفير محمد عبد الله التوم، سفير دولة السودان الشقيقة، لحرصه على حضور المؤتمر في ظل الأزمة العصيبة التي تمر بها السودان الشقيقة.
وقال الشريف في كلمته بالمؤتمر، إن إتحاد خبراء الضرائب العرب الذي تأسس تحت مظلة مجلس الوحدة العربية الإقتصادية التابع لجامعة الدول العربية، له أهداف عديدة منها تأسيس جيل من خبراء الضرائب العرب متطور وقادر على المساهمة فى تطوير المنظومة الضريبية العربية لتحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية والتكامل العربى بحيث يمتلكون مهارات فائقة وقادرة على تطوير السياسات الضريبية الحديثة بما يحقق الكفاءة والتقدم التكنولوجى والضريبى طبقاً لأحدث المعايير العالمية .
وأعلن الشريف في كلمته تضامنه مع الشعب الفلسطييني وغزة فيما يتعرضان له من عدوان، محييًا صمود الشعب الفلسطين وغزة.
وأشار الشريف ، إنه
إيماناً منا بأهمية توحيد الجهود العربية المشتركة ودعم العلاقات المتبادلة فى المجال الضريبى العربى وتحقيق العدالة والكفاءة والتوازن فى السياسات الضريبية لبناء منظومة ضريبية عربية موحدة قادرة على تلبية الاستثمارات والتبادل التجارى العربى وتحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية لأبناء الوطن العربى الواحد ، مشيرا ان الأمة العربية تمر بلحظات عصيبة و مانراه الأن من فتن وأزمات وتداعى الأمم على الأمة العربية وما نراه فى غزة الصامدة والمأساة الإنسانية المتواصلة والمتصاعدة فى غزة الآبية والتى يعجز البيان والقلم عن وصفها، فإن أمتنا العربية الأن فى أمس الحاجة إلى توحيد الجهود من أجل تحقيق الوحدة والعمل على بناء منظومة ضريبية عربية متطورة تتواكب مع التطور التكنولوجى فى سبيل تحقيق العدالة والشفافية والحوكمة الضريبية بما يحقق التوافق مع المعايير والنظم الضريبية العالمية .
من جانبه طالب السفير مهند عبدالكريم العلكوك المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية ، رئيس الدورة الحالية لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية ، بضرورة تشكيل وفد عربي لمنع انتهاكات المسجد الأقصى بالقدس ، مشيرا ان ما يقع في فلسطين جريمة خارجة عن المألوف، وتستمر إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال والفصل العنصري في اليوم 148 على التوالي في ارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية في العصر الحديث.
وأضاف: “إسرائيل عدو الإنسانية التي قتلت على مدار شهور أكثر من 30 ألف فلسطيني، وأصابت 70 ألف جريح، وهجرت قصريا نحو 87% من سكان قطاع غزة، وقد فعلت ذلك بوعي كامل، وتحاول تجويع الشعب الفلسطيني، ومن منبر العمل العربي المشترك أؤكد أن كبار السن والأطفا في فلسطين يقتلون جوعا، إضافة لتدمير بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم بـ 70 ألف طن من المتفجرات”.
وتابع: “نصف مليون من سكان غزة يعيشون المجاعة، وحاولت اسرائيل اقتلاع الإنسان الفلسطيني من أرضه، وتعمدت تدمير المنظومة الصحية في قطاع غزة، وقصدت تدمير الاقتصاد الوطني الفلسطيني عبر تدمير المصانع والمراكز الاقتصادية، وأرادت تدمير ثقافة وتراث الفلسطيني عبر تدمير المدارس والجامعات والمدارس والمواقع الأثرية، ومع كل هذه الجرائم الاقتصادية يقف العالم اليوم صامتا عن هذه الانتهاكات، وفي الوقت الذي يجب أن تسلم فليه اسرائيل التقرير المطلوب منها لمحكمة العدل الدولية، وبدل من أن تلتزم بقرارات المحكمة ارتكتب مئات الجرائم ضد الفلسطينيين”.
واستطرد في كلمته: “إسرائيل ضربت عرض الحائط بمحكمة العدل الدولية، واكثر من 73 % من ضحايا الجرائم الاسرائيلية نساء وأطفال، لمنع الولادات وقتل المواليد في قطاع غزة، وتستمر إسرائيل في هدم جميع المستشفيات”، كاشفا عن أنه قبل يومين سلم رسالة من الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين إلى أمين جامعة الدول العربية طالب فيها الدول العربية باتخاذ خطوات فعالة لوقف عدوان إسرائيل وإجهاض مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني خارج بلاده، وتتضمن استمرار المساعدات للشعب الفلسطيني”.
مؤكدأ أن العالم اليوم أمام جريمة تهجير قسري للشعب الفلسطييني، مطالبًا بتشكيل وفد عربي دولي لزيارة القدس للإطلاع على حصار المسجد الأقصى.
وأشار الفير مهند العكلوك إن مؤتمر خبراء الضرائب العرب يأتى من أجل خلق بيئة ومناخ قادر على تعزيز الإستثمارات العربية وتطوير الخبرات والمهارات الضريبية بين خبراء الضرائب العرب لبناء مجتمع ضريبى عربى لديه الوعى والثقافة الضريبية قادر على التعاون والتنسيق بين كافة الإدارات والأجهزة والمؤسسات والجمعيات وغيرها التى تتعامل فى المنظومة الضريبية لبناء جسور من التعاون والثقة المتبادلة لتعزيز وتحسين السياسات والأجهزة الضريبية وتطوير إدراك المجتمع العربى لأهمية الضرائب فى ظل نظام عالمى متغير.