في وقت ترفض فيه مصر رفضا قاطعا استقبال أي لاجئ فلسطيني من نتاج العدوان الإسرائيلي الهمجي والتدمير الشامل لقطاع غزة كنموذج صارخ لسياسة الأرض المحروقة..فإنها لم ولن تمانع في استقبال لاجئين عرب آخرين وصل عددهم إلي 9 ملايين لاجئ من اليمن وسوريا والسودان ودول أخري فتتها الربيع العربي..رغم مايمثله هذا العدد الضخم الذي لامثيل له في كل حالات اللجوء في العالم من عبء هائل علي الإقتصاد المصري وأبسطه علي الأقل دفع الأسعار إلي الارتفاع خاصة في سوق العقارات الأمر الذي أثر مباشرة علي قدرة المواطن المصري علي توفير سكن بأسعار تناسبه.
ولأن كل دول العالم وأقربها لنا تركيا تتواصل دائما مع دول أوروبا لطلب مساهمتها في أعباء استقبال اللاجئين رغم محدودية الأرقام مقارنة بمصر..فإن مصر بعد أن تضاعفت الأعداد ووصلت ألي سقف لايحتمله الإقتصاد المصري ،اتجهت لأول مرة ألي الحديث مع الدول الأوروبية المعنية جدا بشئون اللاجئين والمرعوبة دوما من الهجرة غير الشرعية عبر البحار ..لتكون المكاشفة علنية وصريحة ،وكان رد الفعل الأوروبي سريعا علي خلاف قضايا أخري ،وجري الحديث عن رصد عشرة مليارات دولار أو يورو لتجنب انفجار الهجرة غير الشرعية لهذا العدد الضخم..وتعتمد مصر علي قوة موقفها في هذا الصدد وتأكيدها أن الأرض المصرية ترحب بكل العرب في كل وقت ،إلا أن وصول العبء ألي هذا الحد وفي ظل ظروف قاسية لايمكن الصمود أمامه..وجاءت الاستجابة الأوروبية تعبيرا عن قناعتها بالرأي المصري وتقديرها لمصر التي تحملت هذا الحجم من اللاجئين غير المسبوق.