محمد عبيد يكتب .. التعصب الأعمى فى رمضان

العالم الآنالعالم الآن 14, مارس 2025 22:03:24

تابعت، كما تابع الملايين من المصريين والدول العربية، عدم خوض النادي الأهلي لقاء القمة الأسبوع الماضي. وكنت أعلم أن الأمر لن يمر مرور الكرام، بل سيصاحبه عاصفة من الانتقادات بين مؤيد ومعارض، كحال أي شيء في حياتنا. لكن ما توقفت عنده هو آلاف التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص من مختلف الأعمار والدرجات العلمية، مليئة بالسباب والسخرية تحت شعار «التحفيل».

الأمر معروف بين جماهير الناديين، لكن الغريب أن الجماهير صائمة في الشهر الكريم! وأعتقد أن الجميع مواظب على الصلوات، ويسعى لاستغلال «أوكازيون» الشهر المبارك في كسب الحسنات والتنافس على الأعمال الصالحة، لعل الله يتقبل منا.

قرأت كماً كبيراً من التعليقات، فوجدت فيها كميات هائلة من الشتائم، خاصة في صفحات النقاد الرياضيين، وكذلك في صفحات أصدقائي. دفعني شغفي إلى الدخول إلى هذه الصفحات لأرى ما تحتويه من منشورات، فوجدت أن الأغلب يدوّن منشورات دينية، وهو أمر محمود في الشهر الكريم، لكنه يتبعها بمنشورات «تحفيل» أو سباب على الفريق الآخر دعمًا لموقف فريقه!

وهنا، ليس المكان ولا الزمان لدعم فريق بعينه، لأنني أرى أن الشهر الكريم أكبر من التشجيع، كما أن التعصب الأعمى في التشجيع أحد أهم أنواع «الغفلة» التي نعيش فيها. قد تخسر قريبًا أو صديقًا بسبب تعصب أعمى من أجل مباراة ستنتهي وتمر، لكن ما حدث سيترك أثرًا كبيرًا في القلوب. وأسأل الله أن ينجينا من هذه «الغفلة».

كيف يسيء الآلاف في المنشورات والتعليقات وهم صائمون؟ بل إن بعضهم يكتب منشوره وهو صائم أصلاً! ألم يصلهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم عن من أدرك رمضان ولم يُغفر له؟! إذاً، ما المكسب من الشهر الكريم إذا لم ندرك الهدف منه؟ قد يرى البعض أن «التحفيل» أو السخرية أمر هين لا علاقة له بالصيام، وهي وجهة نظر، إلا أنها تعبّر عما في القلوب، والله أعلم.


#الأهلي #التحفيل #التعصب الأعمي #الزمالك #شهر رمضان #لقاء القمة

اخبار مرتبطة