السفير أبو بكر حفنى: مصر مُلتزمةً بمواصلة مسيرة التعاون مع الشعوب الإفريقية
ممدوح عباس : الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة وتطهير عرقى
جراسا ماشيل : حالة الصمت الدولي تجاه الاعتداءات فى قطاع غزة ولبنان وسوريا والسودان غير مقبولة
كتب نزار عبد العلى :
كرمت مؤسسة كيميت بطرس غالى للسلام والمعرفة، خلال حفلها السنوى الفائزين بجوائز المؤسسة لعام ٢٠٢٤ فى دورتها السادسة، بحضور ممدوح عباس رئيس مجلس أمناء المؤسسة وعدد كبير من الشخصيات العامة والسياسيين والسفراء العرب والأجانب .
وشهدت الاحتفالية التى عقدت مساء الخميس الماضى ، تكريم المناضلة الأفريقية “جراسا ماشيل” صاحبة التاريخ السياسي و السجل الإنسانى فى القارة السمراء والتي قادت حركات التحرر الوطنى فى دولتها موزمبيق حتى الاستقلال عن البرتغال ونضالها في مجال التعليم مع زوجها الراحل لرئيس جمهورية موزمبيق ثم استكملت مسيرتها الإنسانية مع زوجها الرئيس الراحل لجمهورية جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا ، كما تم الاحتفاء بمسيرة عمرو موسى، وزير الخارجية وأمين الجامعة العربية الأسبق، لمساهمته البارزة فى الدبلوماسية المصرية والعربية.
بدأت الاحتفالية التى تقام فى ذكرى ميلاد د. بطرس غالى، الأمين العام الأسبق لهيئة الأمم المتحدة، فى ١٤ نوفمبر، بالوقوف دقيقة حدادا على شهداء غزة ولبنان.
وفى كلمته نيابة عن الوزير بدر عبدالعاطى وزير الخارجية ، أكد السفير أبو بكر حفنى ، نائب وزير الخارجية و الهجرة وشؤون المصريين بالخارج ، أن مصر مُلتزمةً بمواصلة مسيرة التعاون مع الشعوب الإفريقية، ومتمسكةً بالقيم الحضارية والتزاماتها الأخلاقية فى إدارة سياستها الخارجية إزاء الدول الإفريقية، مع حرصها على تطوير أدواتها الدبلوماسية للتعاطي مع التحديات المُستجدة والشواغل الآنية التي تواجه قارتنا.
وقال أبو بكر إنه لشرف عظيم حضور مراسم تسلم جوسينا ماشيل نيابة عن والدتها المناضلة الإفريقية العظيمة جراسا ماشيل، جائزة مؤسسة كيميت بطرس غالى، لأن الإرث العظيم للمناضلة الإفريقية مصدر إلهام لجميع الأفارقة،
وأضاف أبوبكر أن جراسا ماشيل كانت كذلك رفيقة طريق للزعيم الإفريقى الخالد نلسون مانديلا، هذا الرمز الذي ناضل بصلابة من أجل إعلاء قيم الحرية والمساواة والعدالة، بعد أن ساهم في تحرير شعبه من العنصرية والتمييز العرقي فأصبح مصدر إلهام لقيم التسامح والتجرد لجميع شعوب الأرض.
وثمن السفير أبو بكر حفنى ، تاريخ ومسيرة جراسا ماشيل، قائلا: أثناء مطالعتي لتاريخها الحافل المليء بالتحديات والإنجازات، لفت نظري محل ميلادها فى «مقاطعة غزة» فى جنوب موزمبيق، و جال فى خاطرى على التو الجهود التي قامت بها ضمن مجموعة الحكماء، التى شاركت فى تدشينها عام ٢٠٠٧ مع كوكبة من شرفاء وأحرار العالم وتتبنى الدفاع عن العديد من القضايا الدولية كان في صدارتها نضال الشعب الفلسطينى، مضيفاً لعل العالم فى أمس الحاجة الآن أكثر من أى وقت مضى للاستماع إلى صوت ماشيل صوت الحق والعدل والعقل والمنطق ليوقف هذا الجنون الذى يجتاح العالم لأكثر من عام دون توقف.
من جانبه أشار ممدوح عباس، رئيس مجلس أمناء مؤسسة كيميت بطرس غالى للسلام والمعرفة ، أن الاعتداءات الوحشية على “غزة” وحرب الإبادة والتطهير العرقى التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني فى أرضه المحتلة على نحو غير مسبوق راح ضحيته أكثر45 ألف شهيد فيما تجاوز عدد المصابين 100 ألف ، معظمهم من النساء والأطفال واليوم ومع استمرار العدوان الوحشى على فلسطين و لبنان ، قررنا أن هناك ضرورة للاستمرار فى العمل الإنسانى والسلام ، من أجل إعلاء مبادئ الحق والعدل والسلام والتحرر الوطنى، والاحتفاء بالشخصيات التى لعبت دوراً مهماً فى إرساء هذه المبادئ والقيم وتحقيق السلم العالمى، والدفاع عن تحرر أوطانهم، ونشر المعرفة، وتحقيق المساواة لمواطنيهم.
وأكد رئيس مجلس أمناء المؤسسة على أن الاستمرار فى الاحتفاء بهذه الشخصيات نوع من المقاومة، لافتا إلى أن المؤسسة عملت منذ إنشائها على التفاعل مع مشاغل المواطن المصرى ومع قضايا الوطن مستندة إلى ركيزة من التراث الثرى الذى تركه الدكتور بطرس غالى والذى يحتوى على العديد من الأفكار والمبادرات التي تضع السلام والحق والمعرفة في مقدمة أولوياتها، مذكراً على سبيل المثال أجندة السلام التى أصدرها الدكتور بطرس عندما كان أمينا عاما للأمم المتحدة، تلك الأجندة التى يحتاجها العالم اليوم.
وتقدم ممدوح عباس فى ختام كلمته بالتحية إلى ليا بطرس غالى الرئيس الشرفى للمؤسسة ورفيقة كفاح الدكتور بطرس غالى لسنوات عديدة.
من جانبها، عبرت جوزينا ماشيل ابنة المناضلة والسياسية الموزمبيقية جراسا ماشيل عن سعادة والدتها بهذا التكريم الكريم وأكدت فى كلمتها نيابة عنها ، أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس غالى، هو بطل السلام والكرامة الإنسانية ومدافع عن نظام عالمي يتمحور حول العدالة والإنصاف.
وانتقدت “جراسا ماشيل” حالة الصمت الدولي تجاه الاعتداءات التى تجرى فى قطاع غزة ولبنان وسوريا والسودان واعتبرتها غير مقبولة ، قائلة: ” يتعين علينا أن نستحضر من أعماقنا الشجاعة والتعاطف اللازمين لنقول الحقيقة مهما كلف الأمر، ونحول أنفسنا إلى محاربين من أجل السلام ” ، مضيفة “لا يجوز لنا أن نسمح لثقل صمتنا بأن يزيد من معاناة أولئك الذين يعيشون فى مختلف أنحاء العالم، وخاصة إخواننا وأخواتنا فى غزة الآن، ومن فلسطين إلى لبنان إلى سوريا، وإلى السودان والكونغو وما وراءها، فى هذه الأوقات العصيبة، دعونا جميعاً نستخدم إرث بطرس غالى وتعاليمه كنبراس هادٍ لنا ” .