السودان ينتظر طرفا ثالثا يضع حدا لصراع السلطة بين البرهان وحميدتي..والمتوقع خلال عام ٢٠٢٤ أن يظهر هذا الطرف إما عن طريق قوي الحرية والتغيير التي ناصبت مجلس السيادة العداء لأنه كان ضد توجهها المدني ،وادي موقفها هذا ألي إقصاء سريع من الحياة السياسية مع الإبقاء علي الفكرة.
وإما أن يلعب عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق دورا في تشكيل وهيكلة هذا الطرف بقاعدة شعبية ..ويكون هدفه إما المساعدة علي اتفاق بين البرهان وحميدتي لأنهاء النزاع العسكري أولا ثم العودة لخارطة طريق تسليم السلطة دون تلكؤ ثانيا..وإما أن يغامر حمدوك بما له من قبول أوسع داخل السودان وخارجه ،ويقود هو هيكلة طرف قوي له حاضنة شعبية لانتزاع السيادة من خلال أجندة تفضي في النهاية إلي خروج الجيش من اللعبة السياسية أو إلي وجود جزئي له يحقق التوازن خلال فترة انتقالية..
ومعني هذا في كل الأحوال أن موقف الشارع السوداني الغائب هو نقطة التحول المنتظرة والتي تأخرت وطرحت علامات استفهام كبيرة حول هذا الصمت الشعبي المطبق وكأن مايحدث بعيد عن السودان ولايستحق أكثر من المتابعة واختيار الولاء بين بديلين أيهما مر.
سوف يشهد العام الجيد تحركا مكثفا سواء بوحي من الخارج أو باستشعار داخلي بخطر انهيار الدولة..إلا أن العقبة التي سيواجهها التحول المنتظر تكمن في القوي الخارجية المتعددة التي لها مصالح مع الطرفين المتنازعين البرهان وحميدتي ،ولايعنيها مصلحة السودان ،أو أنه يعنيها بالفعل لكن بتوجهات وتقديرات تربط بين مصالحها وبين اي تغيير محتمل..وهذا مايتطلب فهما مشتركات من كل قوي السودان الشعبية والرسمية حتي لاتنجر الدولة إلي دوامة طويلة من البحث عن حلول لاتصل لها أبدا.