تتصدر كرة القدم اهتمامات الشباب ومعظم قطاعات المجتمع،هذه حقيقة لامهرب منها بفعل عوامل عديدة،لكنها للأسف لاتصدر للمجتمع إلا الكثير من الأضرار والقليل من المنافع التى يستأثر بها القلة ذات الأعداد المحدودة التى تحلب الملايين دخلا وتدق الأسافين فى رقاب المجتمع تعصبا وتجهيلا من رياضة هى للتسلية والمتعة بالدرجة الأولى.حتى حين حولها العالم لصناعة ،صنع منها القائمون عليها صناعة للفوضى!
ويأتى هذا العام ليدق إسفينا جديدا فى رقبة اللغة العربية التى نتحدث ونكتب بها،ونحن على أبواب الاحتفال بيومها العالمى الموافق للثامن عشر من ديسمبر كل عام ،وهو الاحتفال الذى قررته اليونسكو احتفاء باللغة العربية عالميا بعد اعتمادها فى ذات التاريخ لغة سادسة رسمية بالامم المتحدة عام 1973 إثر انتصار أكتوبر المجيد ـ يأتى هذا العام لنفاجأ باستخدام أسماء أجنبية لثلث أندية الدورى تقريبا؛فنجد مسميات مثل: بيراميدز ومودرن فيوتشر وفاركو وزد ،وهى مسميات للهيئات أو الكيانات التى ترعى تلك الأندية،وكأن المسميات العربية فى مجتمع عربى يتحدث العربية ويكتب بها قد نفدت وأفلست.
ويأتى الإسفين الآخر من مخرجى المباريات المذاعة وهم يضعون أسماء الفرق بالحروف اللاتينية مترجة أو غير مترجمة،وكأن القائمين على اللعبة يرون أنهم بذلك يحققون العالمية للعبتهم،ويتناسون كمية الأمية المتفشية أولا ثم ما يسيئون به للغتنا القومية وهويتنا .وإذا كان من حق أصحاب تلك الكيانات أن يختاروا المجتمع منىعجبهم من أسماء لأسباب تجارية أو تسويقية فليس من حق القائمين على كرة القدم أن يضيفوا جرحا جديدا للغة العربية،وهو مايثير قضية كبيرة خاصة فى ظل وجود مشروع قانون لحماية اللغة العربية بالبرلمان يحتوى على بنود ونصوص صريحة بالمسميات للهيئات المختلفة بمصر ووجوب تسميتها بالعربية ،بل هناك عقوبات مالية لمن لايلتزم بهذا البند.
وجاء فى مشروع القانون اشتراط كتابة العلامات التجارية باللغة العربية حتى يتم تسجيلها، وفى حالة المخالفة يعاقب المسئولون عنها بالوقف عن العمل لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على سنتين فضلا عن الغرامات المالية.
لكن مهما كانت العقوبة ضئيلة وتافهة القيمة بالنسبة لأصحاب تلك الأندية لكنها تثبت حرص الدولة على حماية لغتها الرسمية القومية وترسل للشباب والصغار رسالة إيجابية تجاه لغتهم الأم ورمز هويتهم فى مصر العربية التى حفظت للعربية كيانها فى وجه كل المستعمرين الذين حاولوا محو العربية فأفلحوا فى كثير من البلدان التى احتلوها وفشلوا فى مصر،وما الأمر فى دول الشمال العربى الغربى الأفريقى ببعيد ،وهى التى مازالت تعانى آثار مافعله الاحتلال الفرنسى هناك ..فإلى متى تظل اللغة العربية كرة فى أقدام اللاعبين؟