سطور مضيئة فى حياة د. هانى الناظر

العالم الآنالعالم الآن 22, فبراير 2024 14:02:56

 

كتب سيد المليجى:

عنيد بحكم أصوله الصعيدية.. مقاتل صلب بحكم مشاركته في معركة العبور العظيم بأكتوبر، صبره يفوق صيادو السمك.. لأن مهمته تتطلب اصطياد دواء يصنع المعجزات الطبية، فدائي في مطاردة أحلامه.. بحكم التجارب المتنوعة التي رفض خلالها الاستسلام للظروف، مجتهد في انتزاع محبة الناس.. على طريقة والده طبيب الغلابة، طموح لدرجة دفعته للتخلي عن فكرة استقبال المرضى في عيادته.. ليكون صاحب أكبر عيادة دولية.. وكبير أطباء «السوشيال ميديا»، كل هذه التفاصيل، جعلت من الدكتور هاني الناظر حالة خاصة، وصاحب وصفة نجاح مجربة، صنعت رجل المستحيل.

هاني الناظر ابن طبيب الغلابة في شبرا

هاني محمد عز الدين الناظر، ابن حي المنيل العريق، المولود في 26 ديسمبر عام 1950، تمتد جذوره إلى عائلة أبو دومة الشهيرة في مدينة طما بمحافظة سوهاج، هو الشاب المفعم بالطموح والحيوية.. المجتهد في دراسته، رغم عشقه للفنون، وإصراره على حضور الحفلات المسائية في السينمات الصيفي.

كان والده أول قدوة تعلم منها، كان يتردد عليه في عيادته بحي شبرا، يشاهد فرحته الطفولية، حين يأتي إليه مريض تحقق له الشفاء على يديه، يتابع طريقة تعامله مع كل المرضى، وكأنه ضيفا عزيزا يزوره في بيته، تبهره دعواتهم له، لذا قرر الابن أن يصبح طبيبا.. في التخصص ذاته.. والعيادة ذاتها، فاجتهد في دراسته الثانوية، حصل على مجموع يفوق درجات القبول بكلية الطب في العام الذي سبقه، لذا اهتم بكتابة كلية الطب كرغبة أولى في ملف التنسيق.. ولم يشغل باله بالتدقيق في بقية الرغبات، التي طلب منه الموظف أن يستكملها للنهاية.

مشاركة هاني الناظر في حرب أكتوبر

تأتي رياح مكتب التنسيق بما لا يشتهي الابن ووالده، نصف درجة حرمته من دخول كلية الطب، فالتحق هاني الناظر بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، وفقا لتصريحاته التليفزيونية، قرر ألا يستسلم لمشاعر الإحباط أو اليأس، اجتهد في دراسته، وحصل على البكالوريوس عام 1972، التحق بعدها بالقوات المسلحة، لأداء فترة الخدمة العسكرية، ومنحه القدر فرصة المشاركة في معركة العبور، ليصبح من أبناء جيل النصر في أكتوبر العظيم عام 1973، كانت هذه التجربة، بوابة أمل لتغيرات متنوعة تحققت في مشوار حياته.

عاد هاني الناظر إلى الحياة بروح المنتصر، أصبح مساعد باحث بقسم الفارماكولوجي بالمركز القومي للبحوث في إبريل 1976، قرر تطوير أدواته كباحث عبر استكمال الدراسة في مجال تخصصه، دون أن ينسى حلمه السابق في دراسة الطب، فاتخذ القرار الذي اعتبره أقرب الناس إليه مستحيلا، قرر استكمال الدراسات العليا في النباتات الطبية، والالتحاق بكلية الطب في الوقت ذاته، كان باحثا بحكم الوظيفة في مركز البحوث، طالبا للدراسات العليا في كلية الزراعة جامعة القاهرة، وطالب في كلية الطب جامعة عين شمس، والمثل الشعبي يقول (صاحب بالين كداب.. فما بالك بصاحب الثلاثة).

وصفة نجاح الدكتور هاني الناظر

يستحق هاني الناظر، أن يسجل براءة اختراع باسمه.. باعتباره صاحب أخطر وصفة نجاح، وصفة مجربة، ونتائجها.. أنه حصل على ماجستير النباتات الطبية جامعة القاهرة عام 1979، أصبح مدرسا مساعدا بقسم الفارماكولوجي بالمركز القومي للبحوث في يوليو1980، واستعاد حلمه القديم، بالحصول على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة عين شمس عام 1981، على طريقة محللي الكرة، حقق العلامة الكاملة في المواجهات الثلاث التي خاضها، الترقي الوظيفي، الحصول على شهادة كفاءة جديدة في دراسة الزراعة، النجاح المبهر في دراسة الطب، وكان وقتها أكبر من كل زملاءه في الكلية بـ7 سنوات.

يمتلك شغفا لا ينتهي، يجيد وضع نفسه في أجواء التحدي، ويدمن النجاح، الذي يراه دائما قريبا، لأنه ملتزم بوصفته السحرية، «الإيمان بالله، الثقة بالنفس، التركيز وعدم الالتفات للأخرين، الاجتهاد وتطوير الذات»، ذات الوصفة التي يرددها في كل لقاء تليفزيوني، باعتبارها خلاصة تجربته في الحياة، اعتاد أن يقدمها لتلاميذه ومحبي، ويتمنى أن تعينهم على تحقيق الأفضل.

كان يجيد النجاح، لذا تمكن في سنوات قليلة، من صنع أسطورة خاصة جعلت اسمه يسبقه الكثير من الألقاب، حصل على دكتوراه النباتات الطبية جامعة القاهرة 1985، وبالتوازي ماجستير الأمراض الجلدية والتناسلية جامعة عين شمس 1987، استمر صعوده الوظيفي إلى أن أصبح رئيسا للمركز القومي للبحوث في 2001، نال درجة الزمالة من الكلية الملكية البريطانية للأطباء 2006، أستاذ باحث بقسم بحوث الأمراض الجلدية -شعبة البحوث الطبية- اعتبارا من 19 نوفمبر 2009، وهي المهمة التي يحتفظ بها إلى الآن.

أهم الدراسات العلمية للدكتور هاني الناظر

أصبح هاني الناظر، الطبيب الأشهر على محركات البحث، والضيف الطبي الأهم على شاشات الفضائيات، لكنه لم يقف عند هذه النجاحات، لأنه مهموم دائما بتطوير نفسه، فهو المبدأ المهم في وصفة نجاحه، خاصة أن شغفه العلمي لا يتوقف، فقد كان صاحب أهم دراسة علمية لعلاج مرض الصدفية، استغرق فيها سنوات، وتوصل إلى أفضل الطرق الاستشفائية، ولم يكتف بنشر الدراسة في أهم الدوريات العلمية، بل طبق برنامجه العلاجي الذي كان يعتمد على الطبيعة في منطقة «سفاجا» بمحافظة البحر الأحمر.

وأُعلنت النتائج في مؤتمر دولي عام 1994، ليصبح اسم سفاجا، موجود في المراجع العلمية، باعتبارها منطقة لعلاج الصدفية، تحولت مصر بفضل هذه الدراسة، إلى مقصد عالمي للسياحة العلاجية، حصل عن هذه الدراسة على الجائزة التشجيعية من المركز القومي للبحوث عام 1995، ليبدأ بعدها في دراسة توصلت لعلاج مرض البهاق، وبفضله أصبح هناك وسيلة جديدة للعلاج، حققت نتائج مبهرة، ونال عنها الجائزة التقديرية من المركز القومي للبحوث.

هاني الناظر يؤسس أكبر عيادة دولية «أون لاين»

في عام 2016، تلقى الدكتور هاني الناظر دعوة من مسؤول الصحة في باكستان لزيارة مستشفى إسلام أباد، هناك وجدهم يطبقون أسلوبا جديدا يطلقون عليه اسم «العلاج عن بعد»، ويتلخص في وجود طبيب داخل غرفة، مهمته التواصل عبر الإنترنت، بالمرضى غير القادرين على الوصول للمستشفى.

والكشف عليهم عبر الفيديو، تشخيص المرض، تقديم العلاج، فعاد الباحث والطبيب العنيد للقاهرة، وهو يفكر في تطبيق الفكرة.. إلى أن قرر في 2010، إنشاء صفحة على موقع التواصل «فيسبوك»، يستقبل فيها استفسارات المرضى، وتحولت الصفحة بمرور الوقت لعيادة هي الأضخم والأهم في عالم السوشيال ميديا.

«فيسبوك» بالنسبة للدكتور هاني الناظر، أداة علمية، تمكنه من الوصول لمن يحتاجون علمه وخبرته، لا يشغل باله بمكان تواجدهم، أو إمكانياتهم المادية، المهم أن يتمكن من مساعدتهم، عبر هذه الصفحة، استقبل حالة لعجوز أمريكية فشل 6 أطباء في الولايات المتحدة الأمريكية في تشخيص علاجها، تمكن هو من علاجها، كان سببا في شفائها، ومثلها حالات كثيرة من تونس والجزائر، والأهم آلاف المصريين، أنه حلمه القديم.. «حب الناس.. ودعواتهم».

دعوات الناس، أعظم أجر من وجهة نظر الدكتور هاني الناظر، وفقا لتصريحاته في حلقات تليفزيونية، كل دعوة طيبة من شخص لا تعرفه.. تمنحك الكثير من الرضا أو تخفف عنك أعراض بلاء أو ابتلاء، هكذا كان يقول لنجله «محمد»، طبيب الجلدية الذي يتشارك مع والده نفس التخصص والعيادة.. والطموح، ووفقا لتصريحات الابن.. فالدعوات هي ما يحتاجه الآن الدكتور هاني الناظر، الذي نقل إلى المستشفى متأثرا بإصابته بفيروس كورونا

 


#أخبار العالم #الدكتور هانى سويلم #العالم الآن #هانى الناظر

اخبار مرتبطة