العالم الآن 
في خطوة قد تمثل نقطة تحول هامة في طرق تدريس اللغة الإنجليزية بمصر، كشفت رسالة ماجستير حديثة نوقشت بكلية التربية بجامعة بني سويف عنا اعتماد نهج جديد حول ما يسمي “التعلم المستند إلى الدماغ” (Brain-Based Learning) في تطوير مهارات الكتابة باللغة الإنجليزية وتعزيز قدرات إدارة الذات، وتحديداً مهارة إدارة الوقت، لدى طلاب المرحلة الإعدادية.
الدراسة التي أعدها الباحث حسن جاد المولى محمد،، تحت إشراف الأستاذ الدكتور مختار عبد الفتاح عبد المقصود، أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المتفرغ، والدكتور محمد أمين عبد الجواد، أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المساعد بالكلية، تناولت مشكلة لطالما أرقت المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، وهي ضعف مستوى الطلاب في مهارة الكتابة باللغة الإنجليزية، والتي تعتبر أساسية للنجاح الأكاديمي والمستقبلي.
وأشار الباحث إلى أن طرق التدريس التقليدية قد لا تكون كافية لمواجهة هذا التحدي، مما دفعه لاستكشاف نهج “التعلم المستند إلى الدماغ”، وهو أسلوب تعليمي يركز على تصميم الخبرات التعليمية بما يتوافق مع الطريقة الطبيعية التي يعمل بها الدماغ البشري، مؤكداً على أهمية التعلم النشط، والربط بين المعلومات الجديدة والخبرات السابقة، والتفاعل الاجتماعي، وخلق بيئة تعليمية محفزة وآمنة تخلو من التهديد.
ولإثبات فعالية هذا النهج، أجرى الباحث دراسة شبه تجريبية على 70 طالباً بالصف الثالث الإعدادي باحدى المدارس الاعدادية بمحافظة بني سويف. حيث تم تقسيم الطلاب إلى مجموعتين: الأولى (تجريبية) درست محتوى الوحدات المقررة باستخدام استراتيجيات التعلم المستند إلى الدماغ التي صممها الباحث، والثانية (ضابطة) درست نفس المحتوى بالطريقة المعتادة.
وجاءت النتائج، التي تم تحليلها إحصائياً بدقة، ان طلاب المجموعة التجريبية الذين تعلموا بالنهج الجديد جري لديهم تحسناً ملحوظاً وفارقاً إحصائياً كبيراً في جميع مهارات الكتابة باللغة الإنجليزية التي تم قياسها (مثل تنظيم الأفكار، استخدام المفردات والقواعد وعلامات الترقيم بشكل صحيح، كتابة مقدمات وخاتمات مناسبة) مقارنة بزملائهم ولم يقتصر الأثر الإيجابي على الكتابة فقط، بل امتد ليشمل تحسناً كبيراً في مهارات إدارة الذات، وتحديداً قدرتهم على إدارة وقتهم بشكل أفضل.
وعلق الباحث حسن جاد المولى قائلاً: “تؤكد هذه النتائج أننا حين نصمم تعليمنا ليتناغم مع طبيعة عمل الدماغ، فإننا نفتح الباب أمام إمكانيات تعلم هائلة لدى طلابنا. فالطلاب أصبحوا أكثر تفاعلاً وحماساً ومسؤولية عن تعلمهم، مما انعكس إيجاباً على مهاراتهم وثقتهم بأنفسهم.”
وتوصي الدراسة بضرورة تبني استراتيجيات التعلم المستند إلى الدماغ في مناهج اللغة الإنجليزية، وتدريب المعلمين عليها، لخلق بيئات تعليمية أكثر فعالية وجاذبية، قادرة على تزويد الطلاب بالمهارات اللغوية والشخصية اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل. وتمثل هذه الدراسة إضافة قيمة للبحث التربوي في مصر، وتفتح آفاقاً واعدة لتطوير تعليم اللغات الأجنبية في مراحل التعليم المختلفة
ويتقدم الزميل أيمن غازي بخالص التهنئة للباحث حسن جاد علي حصوله لدرجة الامتياز عن بحثه المتميز