تحتفل مكتبة الإسكندرية، بمرور 100 عام على رحيل أحمد كمال باشا، أول المصريين إنجازًا لقاموس ضخم للغة المصرية القديمة، والذي اتبع فيه منهجًا علميًّا رصينًا، معتمدًا على المقاربة مع اللغة العربية، واضعًا في الحسبان قواعد الإبدالين الصوتي والمكاني، وأدرج أحمد باشا كمال الكلمة باللغة المصرية القديمة بالخطوط الأربعة “الهيروغليفية والهيراطقية، والديموطيقية، والقبطية”، وما يقابلها باللغة العربية، مع شرحها باللغة الفرنسية، موضحًا المقاربة بين اللغتين المصرية القديمة والعربية.
وحصلت مكتبة الإسكندرية على المخطوط الأصلي للقاموس، من قبل عائلة أحمد كمال باشا، حيث قامت العائلة بإهداء المعجم الى المكتبة عام 2020، وأعلنت المكتبة الانتهاء من ترميم ورقمنة معجم اللغة المصرية القديمة، والذى يعد من الكتب النادرة جدا ، حيث تم حفظ المعجم في مكتبة الكتب النادرة بمكتبة الإسكندرية، بعد تسجيله ورقمنتة، وهو مكون من 18 مخطوطة من المخطوطات الأصلية بخط يده، وقام بكتابته في أوائل القرن العشرين حتى وفاته في عام 1923.
وتقوم مكتبة الإسكندرية، بتنظيم احتفالية بمناسبة مرور 100 عام على رحيل أحمد كمال باشا، تقديرًا لجهوده في دراسة اللغة المصرية القديمة واعتماده على المقاربة بين الهيروغليفية واللغة العربية لفهم أفضل وأعمق لمفردات اللغة المصرية القديمة، مما يعد اعترافًا بدور المدرسة المصرية في الدراسات اللغوية الخاصة بمصر القديمة.
ويعد قاموس اللغة المصرية القديمة عملا فريدا من نوعه، حيث يحمل كل مجلد حرفًا من حروف اللغة المصرية القديمة، وقام مؤلفه بترجمة هذا القاموس، باللغة الفرنسية والعربية بالإضافة إلى القبطية والعبرية، واليونانية، والأمهرية، والآشورية في بعض الكلمات، فضلًا عن استخدام مجموعة من الخطوط في ذلك القاموس بجانب الهيروغليفية وهي الهيراطيقية والديموطيقية في بعض الإيضاحات في قائمة المفردات بالقاموس.
وعرضت مكتبة الإسكندرية لأول مرة، معجم “أحمد باشا كمال” المتخصص في اللغة المصرية القديمة، عام 2022 ، و تم عرض المعجم بمناسبة مرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، والمعجم هو أول قاموس هيروغليفي يتم ترجمته إلى الفرنسية والعربية، حيث أهدت عائلة أحمد باشا كمال المعجم لمكتبة الإسكندرية لحفظه وترميمه من خلال معمل الترميم بقطاع التواصل الثقافي، ومن ثمّ عرضه للجمهور.
كما شاركت مكتبة الإسكندرية، بالمخطوط في المعرض الدولي “الهيروغليفية: مفتاح مصر القديمة”، الذي افتتحه المتحف البريطاني، فى أكتوبر 2022 بلندن بمناسبة الاحتفال بمرور 200 عام على فك رموز اللغة المصرية القديمة، وذلك من خلال عرض صورة طبق الأصل لإحدى صفحات قاموس أحمد كمال باشا والذي دون فيه الكلمات بالهيروغليفية وما يقابلها بالعربية والفرنسية .
أسمى التحية والتقدير للدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية على هذه الجهود الرائعة لتيسير الاستفادة من المكتبة