العالم الآن 
يحتفل المواطنون فى أول أبريل من كل عام فى مناطق عديدة من العالم إحتفالاً بصورة غير رسمية بما يسمى “كذبة أبريل” وفى هذا اليوم إعتاد الناس على إطلاق بعض المقالب المضحكة، والخدع الطريفة بما ينشر البسمة والبهجة بين بعضهم البعض.
والحقيقة أنه لا أحد يعرف يقيناً متى وأين بدأ هذا التقليد المضحك؟ إلا أن البعض من المؤرخين أرجعوها إلى فرنسا وتحديداً إلى وقت تغيير التقويم هناك فى القرن السادس عشر الميلادى عندما تم نقل الإحتفال بيوم رأس السنة الجديدة من أول أبريل إلى الأول من يناير. وتم اعتماد التقويم. إلا أن الأشخاص الذين استمروا فى الاحتفال برأس السنة فى أول أبريل أطلق عليهم الناس حمقى أبريل، ومن هنا بدأت فكرة كذبة أبريل.
والجدير بالذكر أن أقدم كذبة أبريل مسجلة تعود إلى عام 1698 إذ تم دعوة الناس فى لندن لمشاهدة الحفل السنوى لغسل الأسود (جمع أسد) فى منطقة برج لندن، وبالفعل ذهب كثيرون إلى المكان … ولكن لم يكن هنا أى أسود يتم غسلها، فالأمر لم يكن أكثر من كذبة تدعو للضحك، والغريب فى الأمر أن البعض صدق وصاروا يترددون على المنطقة فى نفس الموعد من كل عام من أجل مشاهدة أسود لن تأتى أبداً.
ومن أكثر القصص الطريفة فى كذبة أبريل ما نشرته صحيفة ألمانية فى عام 1950 خبراً ملخصه بأن اللصوص حفروا نفقاً أسفل مبنى وزارة الخزانة الأمريكية وسرقوا كل الذهب والفضة منه، وقالت الصحيفة أن قيمة المسروقات بلغت 268 مليون دولار، وسرعان ما انتشر الخبر، وملأ أوربا وأمريكا، لكن الخبر لم يكن أكثر من خيال مَنْ كتبوه فقط.
نعم! جميل أن نرسم البسمة، وننشر البهجة والسعادة بين الناس، ولكن الأهم علينا أن نتعلم أن نعيش الحياة الأمينة الصادقة المدققة المخلصة.
نعم! هناك البعض لديه قدرة هائلة، ومهارة فائقة فى إمساك العصا من المنتصف … وتلوين الأمور باللون الرمادى … وهناك مَنْ يُظهر خلاف ما يبطن، وهناك مَنْ يدعو لبعض الأمور والتى تبدو أنها الحق مجسداً، وهى فى الحقيقة “دعوة حق يُراد بها باطل”… وهناك البعض يقدم الكذب البغيض فى ثوب الحقيقة البديعة الجمال بكل مهارة وإتقان، إلا أن “الحقيقة” بريئة من هذا الكذب براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
نعم! نحتاج أن ندرب أنفسنا فى كل يوم، وفى كل شىء على قول الحق، كل الحق، ولا شىء غير الحق، مهما كلفنا من ثمن وضريبة، وليكن كلامنا نعم نعم لا لا، وكل عام وأنتم فى خير وبهجة وسلام.