د.القس جورج شاكر يكتب: سلام إلى حماة السلام !!

العالم الآنالعالم الآن 25, يناير 2025 16:01:31

 

وقفة تقدير وامتنان، وإنحناءة إكرام وإحترام، وتحية تعظيم سلام لشرطتنا المصرية العظيمة حماة الأمن والأمان والاستقرار والسلام، ونحن نحتفل اليوم بعيدهم القومى، ولهذا اليوم قصة بديعة الجمال نابضة بالحب والوفاء والإخلاص والإنتماء لأنها مكتوبة بدماء شهداء الشرطة الأوفياء تخليداً لذكرى موقعة الإسماعيلية فى 25 يناير سنة 1952 والتى راح ضحيتها أكثر من خمسين شهيداً وثمانين جريحاً من رجال شرطتنا المصرية.
وبدأت القصة عندما قام القائد البريطانى بمنطقة القناة فى ذلك الوقت بإنذار قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية بتسليم أسلحتها للقوات البريطانية وإنسحابها ورحيلها من منطقة القناة إلى القاهرة … فما كان من قواتنا إلا أنها رفضت بقوة وحسم الرضوخ والإستسلام وتنفيذ الإنذار البريطانى المهين، وظلت قواتنا فى مقاومة وصمود كالأسود، بعزيمة من حديد لا تقبل التهديد ولا تستسلم للوعيد، ولهذا غضب القائد الإنجليزى غضباً شديداً، وبدأ أعماله الإرهابية والإجرامية والوحشية ضد قواتنا… ثم أعلن بعد ذلك وقف إطلاق النار وإعطاء هدنة ومهلة لوقت قصير لتقديم الإنذار الأخير لقوات الشرطة المصرية لتنفيذ أوامره التعسفية والخروج والإنسحاب الآمن وإلا فقواته ستعود إلى الضرب مرة أخرى بأقصى شدة، لكن القائد المصرى فى ذلك الوقت أعلن بحماس قاطع، ووطنية منقطعة النظير، وولاء وإنتماء صادق فوق حد التصور قائلاً:” لن تتسلمونا إلا جثثاً هامدة” وعندئذ إستأنفت القوات الإنجليزية المذابح الإجرامية والعمليات التخريبية، وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أطلال وأنقاض ودمار، وتخضبت أرضها بدماء الشهداء الأبرياء.
وبالرغم من ذلك الجحيم الذى أشعلوه الإنجليز إلا أن أبطال الشرطة المصرية ظلوا صامدين فى مواقعهم يقاومون الإنجليز بشجاعة وببسالة وشهامة وإستماتة أكثر من الخيال، وسجلوا على صفحات التاريخ أروع المواقف الوطنية النابضة بالبطولة بحروف بارزة مضيئة.
هذه الملحمة البطولية التاريخية هى السبب وراء إحتفالنا بيوم 25 يناير من كل عام بشرطتنا الوطنية الأبية والتى سطرت أروع قصص العطاء والفداء فى حب الوطن.
والحق يقال أن معارك الشرطة لم ولن تنته بعد … كيف لا؟! وهم حصن الأمان للوطن كله، وبدونهم معدلات الجريمة والشر والفساد فى البلاد تزداد وتنتشر، وتسود حالة من الفوضى وعدم الإستقرار.
نعم! هم صمام الأمان للبلاد … هم حماة الأرض وفرسان الأوطان، هم العين الساهرة التى لا تنعس ولا تنام حتى تطمئن على سلامة كل إنسان، وهى ذراع العدالة التى تنفذ الأحكام القضائية والنيابية لضبط وردع الخارجين على القانون.
حقاً! لا يمكن أن نختزل دور الشرطة فى منع الجريمة أو ملاحقة المجرمين … وإنما الشرطة بالإضافة إلى دورها الأمنى أصبح لها دوراً بارزاً وفعالاً فى تنمية وبناء وتحديث وتطوير وإستقرار وإزدهار المجتمع.
كيف لا؟! وقد أطلقت شرطتنا الوطنية العديد من المبادرات الإنسانية بتوصيات وتوجيهات أب ورئيس الأسرة المصرية فخامة الرئيس السيسى والتى من أبرزها مبادرة ” كلنا واحد ” لتوفير الأغذية للمواطنين فى منافذ ” أمان ” بأسعار فى متناول يد الفقراء ومحدودى الدخل حتى لا تتركهم فريسة لجشع بعض التجار الذين غابت أو ماتت ضمائرهم، وتقديم المساعدات للأيتام والأرامل، وإستخراج بطاقات الرقم القومى لكبار السن والمرضى وأصحاب الإحتياجات الخاصة فى منازلهم حتى لا يتكبدوا أى مشقة، كما تقوم بقوافل طبية لعلاج المرضى بالمجان، والعمل على حل الخصومات الثآرية.
كما تعمل شرطتنا الوطنية على ترسيخ مبادىء حقوق الإنسان، ومد يد العون للمواطنين، والعمل دوماً على راحتهم وحل مشاكلهم وتأمين حياتهم.
لهذا على جميع قوى الشعب ووزراته ومنظماته ومؤسساته وهيئاته أن تتكاتف مع شرطتنا المصرية لكى تتمكن من أداء دورها، وتحقيق رسالتها، وتنفيذ رؤيتها، وترجمة خطتها، والوصول إلى أهدافها وأحلامها لخير وسلامة بلادنا العزيزة وشعبنا الأصيل.
كل عام وشرطتنا الوطنية الأبية بخير وسلام، وكل عام ورجال أمننا نحمل لهم فى قلوبنا كل الشكر والإمتنان، ويبقى دورهم الرائع والمتميز على الدوام تاجاً على رؤوسنا، ونيشاناً على أكتافنا، وقلادة فى أعناقنا، ووساماً على صدورنا… وتحيا مصر فى سلام واستقرار وأمان وإزدهار.


#أخبار العالم الآن #أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر الجديدة #العالم الآن alalamalan #جمهورية مصر العربية #د.القس جورج شاكر يكتب: سلام إلى حماة السلام !!

اخبار مرتبطة