خبير أمن قومي: بداية نهاية الدولار كعملة احتياطية عالمية

admin2023admin2023 29, أبريل 2025 07:04:43
الدكتور طارق منصور خبير الأمن القومي

حذر المستشار الدكتور طارق منصور، خبير استراتيجيات الحرب والأمن القومي، من أن العالم مقبل على تغييرات جذرية قد تضعف هيمنة الدولار الأمريكي كعملة احتياطية أولى في النظام المالي العالمي. وأكد منصور أن الفترة المقبلة ستشهد تصاعد الضغوط على الدولار نتيجة تحركات استراتيجية تقودها الصين وروسيا وحلفاؤهما، سعياً لفك الارتباط بالنظام المالي الغربي وتأسيس نظام متعدد العملات.

 

وأوضح الدكتور منصور أن هذه التحركات تتجلى في عدة اتجاهات رئيسية أبرزها:

 

1- التحول نحو العملات الوطنية:

أشار منصور إلى أن الصين وروسيا قطعتا شوطًا كبيرًا في الاعتماد على عملاتهما المحلية في المبادلات التجارية. وأكد أن أكثر من 90% من التبادل التجاري بين البلدين يُنجز الآن بالروبل الروسي واليوان الصيني، وهو ما أدى إلى تجاوز اليوان للدولار ليصبح العملة الأكثر تداولًا داخل روسيا.

 

2- التحول من الدولار إلى الذهب:

شهدت السنوات الأخيرة إقبالاً متزايداً من الصين وروسيا على شراء الذهب بكميات ضخمة، بهدف تنويع الاحتياطيات وتقليل الاعتماد على الدولار كمخزن للقيمة. ويعتبر الذهب خيارًا استراتيجيًا لتحصين الاقتصاديات الوطنية ضد الأزمات المالية والعقوبات الغربية.

 

3- مواجهة العقوبات الأمريكية المفرطة:

لفت الخبير إلى أن الإفراط في استخدام الدولار كسلاح سياسي واقتصادي – عبر فرض العقوبات على دول مثل روسيا وإيران وفنزويلا – دفع هذه الدول إلى البحث عن بدائل لشبكة “سويفت” ونظام الدولار، مما أثار مخاوف حتى بين الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.

 

4- تعدد البدائل النقدية العالمية:

شهدت الاحتياطيات النقدية العالمية تنوعًا ملحوظًا مع ارتفاع حصة اليورو واليوان والذهب والعملات الرقمية. وأشار منصور إلى أن نسبة الدولار في الاحتياطيات العالمية انخفضت إلى أقل من 60%، وفق بيانات صندوق النقد الدولي.

 

5- ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة الأمريكية:

أدت سياسات الفيدرالي الأمريكي، وعلى رأسها رفع أسعار الفائدة بشكل كبير لكبح جماح التضخم، إلى تباطؤ اقتصادي داخلي وزيادة مخاطر الأسواق الناشئة المرتبطة بالدولار، ما عزز الرغبة العالمية في تقليل الاعتماد عليه.

 

6- صفقات تجارية بالعملات المحلية:

شهدت الفترة الأخيرة توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية الثنائية والمتعددة بالعملات المحلية، مثلما حدث بين الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، وهو اتجاه يقلص تدريجيًا دور الدولار كوسيط رئيسي في التجارة العالمية.

 

7- تصاعد التحالفات الاقتصادية المناهضة للغرب:

مع توسع مجموعة “البريكس” ومحاولة إنشاء عملة موحدة بين أعضائها – لاسيما بعد انضمام دول نفطية كالسعودية وإيران – بات التهديد للدولار أكثر وضوحًا.

 

8- تراجع الثقة في الدين الأمريكي:

حذر الدكتور منصور من أن ارتفاع الدين العام الأمريكي إلى أكثر من 36 تريليون دولار، جنبًا إلى جنب مع تذبذب السياسات المالية، قد يؤدي إلى تآكل الثقة الدولية في استقرار الدولار على المدى الطويل.

 

ختاماً

يرى الدكتور طارق منصور أن العالم يشهد تحولات سياسية واقتصادية وتقنية عميقة ستعيد تشكيل موازين القوى النقدية الدولية خلال العقد القادم. ورغم احتفاظ الدولار بمؤسسات قوية تدعمه حتى الآن، فإن ملامح عالم متعدد العملات تلوح في الأفق، ما ينذر بنهاية عصر الهيمنة المطلقة للعملة الأمريكية.


#الدكتور طارق منصور #العالم الان #طارق منصور

اخبار مرتبطة