كل عام وشعب مصر بخير بمناسبة قرب بدء الصوم الكبير لمعظم المسيحيين فى مصر ومن الطبيعى أن نتحدث عن فضائل الصوم وايجابياته وليس العكس السلبيات ، لكن من الضرورى أن نذكر بأهم السلبيات التى تجعل الصوم ليس له فائدة فى حياتنا ولا تجعله صوما مقبولا لدى الله اذ يقول الله لا اطيق الإثم والاعتكاف كثرتم الصلاة والصوم وخطاياكم صارت فاصله بينكم وبين الهكم.
أول هذه السلبيات لا تدين من تعرف أنه غير صائم سواء كان من غير طاءفتك أو ديانتك لأنك لا تعلم ظروفه إذا كان لديه مرض يمنعه من الصيام أو حالته الصحية والنفسية تحول دون ذلك وحتى إذا كان هذا بمحض ارادته لا يريد الصيام لا تتدخل أنت لكى تدينه فهذا من شأن الله الذى خلقه فقط !
حيث يقول السيد المسيح له المجد يا مراءى قبل ان تنظر القذى الذى فى عين أخيك أخرج أولا الخشبة التى فى عينك ويقول بولس الرسول من أنت أيها الإنسان لتدين عبد غيرك ، هو لمولاه يثبت أو يسقط لكنه لا يسقط لأن الله قادر أن يثبته ولا تدينوا كى لا تدانوا فبالكيل الذى به تكيلون يكال لكم .
و لا تتظاهر فى كل كلامك بأنك صائم كما قال المسيح متى صمت اغسل وجهك و ادهن رأسك ولا تظهر للناس إنك صائم لأن الصيام هو علاقه بينك وبين الهك ، ولا تعطل مصالح الناس بحجه إنك صائم وتريد أن تؤدى صلاه الفرض فإنهاء مصالح المواطنين والتسهيل عليهم أهم وأن تؤدى عملك بأمانه أفضل من الصيام
ولا تنسى وهو الأهم أن تصون لسانك عن الكلام البطال والكذب والنميمة وقتل أخاك بسيف الكلمة وتنسى إنك صائم
رابعا لا تسرف فى أنواع الطعام على المائدة وتضطر لالقاء المتبقى فى سله القمامه حيث معروف أن الأسر تفضل إعداد الأكل يوميا فى الصيام أكثر من الأيام العاديه وتذكر أن هناك محتاجين إلى لقمه العيش التى تلقى فى القمامة حاول أن تتصدق على جيرانك ومن ترى أنهم فى احتياج لسد رمقهم .
و لا تتكالب على شراء وتخزين السلع الغذائية او الخضروات والفاكهة حتى لايؤدى ذلك إلى إرتفاع سعرها ونقصها فى السوق وتذكر أن هناك فقراء لا يستطيعون شرائها فى حاله إرتفاع السعر.
بركات الصوم للإنسان
1- تقوية الإرادة: فهو تدريب لتقوية الإرادة في حياة الإنسان وكبح جماح الجسد: “أذللت بالصوم نفسي” (مز35: 13). والصوم اكبر تدريب على قمع الشهوات الجسدية وتهذيب للميول المنحرفة “اقمع جسدي واستعبده” (1كو9: 27).
2- اكتساب الفضائل: الصوم يصفي الأركان الضعيفة في الإنسان: تصفية الشهوات، تصفية الكسل والفتور، تصفية البغض والكراهية… الخ. “لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب” (1بط 2 : 9).
3- رحمة ومعونة الله: الصوم يخلص من الضيقات والتجارب ويجلب المعونة الإلهية، لقد استدرك شعب نينوى بصومه وتوبته رحمة الله فرحمهم (سفر يونان).
وأخيرا لا بد أن ان يكون الصوم مقترنا بالصلاة وتظهر ثماره فى تعاملاتك مع الناس فيروا فيك فضائل الصيام دون ان يعلموا انك صائم فتكون قدوة لمن حولك ويرى الناسىفيك صورة المسيح فيمجدوا الله
واخيرا اذكر اخوتى المسيحيين بقول السيد المسيح “أما انت اذا صمت فاغسل وجهك وادهن رأسك ولاتظهر للناس إنك صائم فابوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية”
وفى الختام يجب ان يكون هدف الصوم الحقيقي هو تهذيب ذاتنا وتقوية علاقتنا ومحبتنا لله والقريب. ، فالصوم الخالي من العلاقة الحقيقية مع الله لا يعد صوما لأنه سيقتصر على الإنسان والطعام.
وكل عام وانتم بخير.