كتب حسنى ميلاد
عقد بنك الطعام المصري، الجلسة الثالثة من سلسلة ندوات “الطريق لصنع السياسات المبنية على الأدلة” بالتعاون مع مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية(IFPRI)، وذلك ضمن مبادرة السياسات والاستراتيجيات الوطنية (NPS) التابعة لمركز حصاد المستقبل “CGIAR”.
حضر الجلسة الثالثة، والتي عقدت تحت عنوان “الأزمات والاستجابة: التنمية والمساعدات الإنسانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، كل من سيكندرا كردي، زميل باحث ومدير برنامج مصر التابع للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، ومحسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، ونورا سليم، المديرة التنفيذية لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية.
وشهدت الجلسة مناقشات شارك فيها رافاييل بيرتيني، مسؤول الشؤون الاقتصادية لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا UNESCWA، وأديب قاسم، رئيس مبادرات التنمية الاقتصادية لمجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه في اليمن HSA، وسباستيان هيرويج، مسؤول رئيسي علاقات خارجية بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى مصر UNHCR، وأيمن عمر، مسؤول البرامج ومدير تنفيذ المبادرة الإقليمية لبناء القدرة على الصمود بمنظمة الأغذية والزراعة FAO
تهدف سلسلة ندوات “الطريق لصنع السياسات المبنية على الأدلة” إلى تقديم منهجيات ومناقشات مختلفة بشأن الاستجابة للأزمات سواء على المديين القصير أو الطويل، وإبراز أهمية تصميم البرامج المبنية على الأدلة، وتبادل النتائج والدروس الرئيسية المستفادة في تقييم برامج الحماية الاجتماعية في مصر، بالإضافة إلى استعراض أفضل الممارسات العالمية والمحلية في تعميم البرامج المبنية على الأدلة في القطاعين الخاص والمدني، سعيًا لخلق اهتمام عام بتصميم برامج قائمة على التأثير من خلال تقديم نماذج لتقييم الأثر الناجح في مصر وإبراز أهميتها، وكذلك الاستشهاد بالخبرة التشغيلية لبنك الطعام المصري في تقديم المساعدات الطارئة منذ عام 2010.
سلطت الندوة التي شهدت حضور كبار الممارسين والأكاديميين، الضوء على تعميم العمل التنموي والممارسات الفريدة في الاستجابة للأزمات والتعافي منها، من خلال عرض الخبرة البحثية من المعهد الدولي لبحوث السياسات ، بالاضافة إلى عرض الخبرة التشغيلية لبنك الطعام المصري في تقديم المساعدات الطارئة منذ عام 2010، وكذلك دورها في إدارة تصميم برامج الإغاثة لتوفير الأمن الغذائي للمضررين من الكارثة وبالاضافة لضم المتضررين لقاعدة بيانات بنك الطعام لاستمرار مساعدتهم، وكذلك دور مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية في تمويل البرامج الإغاثية استنادًا على الأدلة العلمية لخدمة الفئات الأكثر استحقاقًا، وتعظيم كفاءة استخدام الموارد لضمان توفير الأمن الغذائي.
وسلطت الندوة، الضوء على دور العمل التنموي في الاستجابة للأزمات والتعافي منها، من خلال واقع وتجارب المشاركين، إذ أبرز المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، خبرته البحثية في تصميم برامج إغاثية محلية ودولية لتحقيق الاستجابات السريعة والمرنة ولدعم الجهود الإنسانية أثناء الأزمات مثل فيروس كورونا (COVID-19) والبيئات المتضررة من النزاع، وعرض بنك الطعام خبرته التشغيلية في تقديم المساعدات الطارئة منذ عام 2010، وكذلك دوره في إدارة تصميم برامج الإغاثة؛ لتوفير الأمن الغذائي للمتضررين من الكارثة وضمهم لقاعدة بيانات البنك لاستمرار توفير المساعدة، فيما ركزت مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية على عرض دورها في تمويل البرامج الإغاثية استنادًا على الأدلة العلمية لخدمة الفئات الأكثر استحقاقًا، وتعظيم كفاءة استخدام الموارد لضمان توفير الأمن الغذائي.
في هذا الصدد قال محسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، إن سلسلة ندوات “الطريق لصنع السياسات المبنية على الأدلة” تهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي بأهمية برامج التنمية القائمة على الأدلة العلمية، وذلك من خلال عرض تجارب بنك الطعام في تنفيذ البرامج الإغاثية على أرض الواقع، وخبرات مؤسسة ساويرس في تمويل هذه البرامج، وكذلك الخبرات العملية للمعهد الدولي في إعدادها مما ينعكس بالإيجاب على الخدمات المقدمة من منظمات المجتمع المدني خلال النزاعات، مشيرًا إلى أهمية هذه البرامج في سرعة استجابة بنك الطعام الاستجابة للأزمات خلال الفترة الماضية واستمرار توفير الامن الغذائي.
استخدمت سيكاندرا كردي، مديرة برنامج مصر القطري بالمعهد الدولي لبحوث سياسات الغذاء الملاحظات الافتتاحية لتقديم بعض التحفيز حول أهمية الأدلة في سياق الأزمات
“يتم تجميع الغالبية العظمى من المساعدات الإنسانية بعد حدوث الأزمة والتي توفر مساعدات منقذة للحياة ولكن بتكلفة مرتفعة نسبيًا، من الضروري زباده الكفاء تجميع وتوزيع المساعدات الانسانية” اضافت سيكاندرا.
من جانبها قالت نورا سليم، المدير التنفيذي لمؤسسة ساويرس، : “شهدنا خلال الفترة الأخيرة أزمات إنسانية عدة في منطقتنا، تستوجب معها تقديم الاستجابة السريعة والمساعدات التنموية. ولهذا تأتي أهمية هذا اللقاء لبحث جدوى الاستناد على الأدلة العلمية وربطها بالسياسات التنموية من أجل تحقيق أفضل استجابة ممكنة للأزمات التي نشهدها. وتعمل مؤسسة ساويرس كجهة مانحة بالإضافة إلى استراتيجيتها المعلنة والمتجددة على تطوير استراتيجية مفصلة للتعامل مع الأزمات المؤقتة والطارئة باختلافاتها، بحيث نضع منهجية واضحة في صلب خطة عملنا للاستجابة الفعّالة وللتعافي. لذلك، نسعد بالتعاون المستمر مع بنك الطعام المصري ذو الخبرة التشغيلية العالية في تقديم الدعم الإنساني الطارئ كما نسعد بالعمل مع المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية والاستفادة من تجربتهم الثرية في إجراء الأبحاث ذات الصلة بالسياسات.”
وتضمنت الحلقة النقاشية الحديث عن التحديات التي تواجهها المجتمعات والأسر الأكثر احتياجا في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تتضمن الصراعات طويلة الأمد، وندرة الموارد، وعدم المساواة الشديدة التي تزيد من آثار هذه التحديات. كما تناولت الندوة كيفية صنع السياسات التنموية ضمن هذا الطيف من الأزمات المتفاقمة الجديدة والمعقدة في كثير من الأحيان، مع تسليط الضوء على الدروس الرئيسية للاستجابة لحالات الطوارئ والإغاثة والانتعاش البرنامجي، في أعقاب فيروس كورونا (COVID-19)، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، والكوارث الطبيعية الشديدة، والصراعات التي طال أمدها في اليمن والسودان وفلسطين، والتي تهدد بالحفاظ على فرص تنموية لائقة في المنطقة وتستدعي إجراء مناقشات جادة، لإجراء تخطيط مرن وصنع السياسات الذي يكون استباقيًا وسريع الاستجابة، وهو ما يتطلب التخطيط لمواجهة المخاطر المرتبطة بالنزاعات والمخاطر البيئية والتنموية بمجموعة من الممارسات التي تمكن من بناء القدرة على الصمود في جميع أنحاء المنطقة.