الآن أي حرب تنشب في أي بقعة من العالم هي في الحقيقة مجرد حلقة في سلسلة واحدة مخططة ومرتبة من الشيطان الأعظم الذي اتخذ قرار بدء تنفيذ مؤامرة المليار الذهبي، أو علي الأقل تمهيد الأرض للتنفيذ والتفعيل خدمة للمنظمة العالمية التي لن أذكر اسمها..
لايوجد اختلاف أو فصل بين المعارك الصغيرة المتناثرة هنا وهناك والتي أشبهها بحرب عالمية بالقطاعي ،للقضاء علي مراكز الممانعة في مناطق العالم كله للوصول في النهاية إلي نس نتائج الحرب العالمية الكبيرة الواسعة علي غرار الحربين العالمميتين الأولي والثانية،وبنفس مآلاتها في رسم خراط جديدة ونفوذ جديد وإزالة دول من الخريطة العالمية..
أنا أكتب هذا بحماس وقلق لأن المشروع الضخم الذي تم تدشينه قائم علي فكرة واحدة كفكرة القاتل المتسلسل..وخذ عندك هذا التسلسل لتفجير أزمات حدودية جديدة أو إشعال أزمات قديمة..فما نراه في غ..زة هو نفس ماسبقه بين العراق والكويت وماسبقه بين العراق وإيران ،ومايمكن أن يحدث بين الخليج وإيران ، وماهو مزمن بين الصين وتايوان،وماهو حاد بين روسيا وأوكرانيا ،وماهو شديد الخطورة بين المغرب والجزائر ،ومايجري حاليا بين باكستان والهند..ولااريد أن أعدد لكم سوريا وليبيا واليمن ،فهي أجندات تم إنجازها وانتهت..
ولو سألتني ماهو الذي يؤرقك شخصيا وتخشي منه أقول لك ثلاثة شواغل في منتهي الخطورة..
الأولي الحرب التي تدق طبولها الآن بين باكستان والهند لأن الهدف منها ليس شاغله حسابات العداء بين الطرفين لأنه قديم وتوابعه متكررة كانت سريعا ماتنتهي بلا حرب كبيرة..لكن في ظل تدشين الخطوة الأولي من المليار الذهبي فالهدف هو نزع السلاح النووي من الدولة النووية الإسلامية الباكستانية..وتخيل انت من هم المستفيدون ولن تجد صعوبة في التخيل ..
الشاغل الثاني هو تسخين الحدود المغربية الجزائرية وأيضا الهدف واضح وهو تحييد الجزائر علي الأقل حتي لاتلتفت أعينها علي منطقة الشرق الأوسط التي هي المركز في عملية التغيير فتظل بعيدة وغير قادرة علي المساندة او حتي الإعتراض..وطبعا التفاصيل كثيرة لكن ربما الأفضل من الكتابة فيها هو الكتابة لعقلاء الأمة عن حتمية التدخل ومنع ماهو مخطط بين البلدين..
الشاغل الثالث..ربما يواجه جدلا لأنه مرتبط بإيران..والأفق الواسع في شأنها يخالف الأفق الضيق الذي يسيطر علي الأغلبية الآن..نحن لن نختلف في أن إيران ليس عليها إجماع عربي ولا ارتياح عام منها،وأيضا هناك الكثير الذي يدينها خاصة فيما يتعلق باختراق مجتمعات عربية جارة لها بأذرع هدامة تفتت نسيجها الوطني وأمنها القومي علي خلفية فكرة ثورتها الخومينية بضرورة تصديرها إلي الجوار القريب والبعيد لتسيطر علي أهم منطقة مالية واقتصادية بالنسبة للعالم الغربي..لكن الجانب الآخر فيه خطورة أيضا لأن تدمير المشروع النووي الإيراني ليس لصالح
مقاومة مشاريع الخرائط الجديدة في العالم ،ولا في صالح السعي لتوازن قوي مع الكيان إياه..فلا جدال أن انحسار إيران هو في ذات الوقت امتداد لإسرائيل..وأظن الفارق كبير في نظرتنا للاثنين..
ولا أريد أن أقحم مصر في هذه المحرقة ،لكن أعرف أن المصريين شعبا وقيادة بالتأكيد فهموا خلفيات مايجري الآن في العالم خاصة مع تعدد وتكرار الأحداث والأزمات والمشاحنات والحروب الباردة والساخنة..والجينات الفرعونية المميزة تعرف وتدري وتعقل ماجري ويجري حولها من أول التضييق الاقتصادي إلي سد النهضة الذي هو قمة هرم الأخطار ،إلي تلغيم الحدود حولها ،إلي قنبلة موقوتة علي حدود غزة..
الخلاصة انا أريد أن ينتبه من لا ينتبه وأن يعرف من لايعرف وأن تكون نظرتنا أوسع فيكون تحركنا أوسع..وأن تري كل دولة عربية أن مستقبلها يتخطى حدودها ،وأن مايحدث هناك بعيدا هو قريب منها جدا ،وأن الدفاع عن نقطة بعيدة في نفس أهمية الدفاع عن نقطة تلامسنا..فلافارق الآن بين نار يصلنا ضوؤها وبين نار تلسعنا لأن الحريق في النهاية سيكون واحدا..