المستجيبون الأوائل: خط الدفاع الأول في الأزمات

العالم الآنالعالم الآن 28, فبراير 2024 16:02:24

تقرير كريم الخولى :

توجه محمد حمدان، ضابط الإسعاف في مستشفى غزة الأوروبي بقطاع غزةّ، بمصابِ إلى مستشفى ناصر، ليجد في طريقه بيتًا طاله القصف، فسارع لنجدة المصابين قبل أن يدرك أن هذا البيت هو بيته، وأنه فقد في تلك اللحظة تسعة من أفراد عائلته.

يقول حمدان:”دفنت أهلي، ورجعت في اليوم التالي لأكمل دوام عملي”. شعور بالصدمة لهول الموقف نما في نفوسنا عند سماعه، وإحساس بالامتنان والتبجيل له ولغيره من أفراد فرق الإنقاذ أينما كانوا في هذا العالم القاسي.

حين تقع الكارثة، وتُحطم البيوت، وتتداعى الآمال، فإن المستجيبين الأوائل هم أول من يصلون إلى أرض الحدث، يقدمون المساعدة الأوليّة للضحايا والمصابين ويقيّمون الوضع لحين وصول بقية فرق الإنقاذ والإغاثة. وعلى الرغم من أنك حتمًا ستجد بينهم من فقد منزلًا، أو عزيزًا، أو تأذت مشاعره رهبة لوقع الكارثة، إلا أنهم لا يترددون بمد يد العون للجميع كعقيدة راسخة في ضميرهم.

في عام 2023 تواترت الأزمات واشتدت على منطقتنا العربية، ولكنها سلطت الضوء أيضًا على بطولات المستجيبين الأوائل من رجال الدفاع المدني والإسعاف، والمتطوعين المدربين. فرأينا ذلك جليًا حين هَز زلزال شمال سوريّة استقرار الجميع دون تمييز، ليهب متطوعو الهلال الأحمر العربي السوريّ للمساعدة والتواجد بالقرب من المتضررين.

 

أما في ليبيا، فالقصص التي نقلها لنا أفراد فرق الإنقاذ عن كارثة الفيضان لا تُنسى، منهم محمد بشير، مشرف فريق الإنقاذ الذي سارع للمجيء من طرابلس إلى درنة لنجدة أهلها. يروي بشير كيف انتشل طفلًا لم يتعد التسع سنوات مستقرًا في حضن شقيقته البالغة من العمر 13 عامًا بينما تمسك بها والدتهم الستينية. عائلة بأكملها لم يعد لها وجود!

يحمي القانون الدولي الإنساني حمدان وبشير وغيرهم من زملائنا في جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر. فحماية المستجيبين الأوائل ليست ترفًا، واستهدافهم خلال النزاعات يعرقل الجهود الإنسانية، ويمنع وصول المساعدات الأساسية لمن هم في أمس الحاجة إليها.

ومع ذلك، يواجه المستجيبون الأوائل أخطارًا تهدد حياتهم في كل خطوة يخطونها لأداء واجبهم وإنقاذ الأرواح، وأقل ما علينا تقديمه لهم هو الالتزام بحمايتهم. المسؤولية هنا مشتركة، تبدأ من نشر المعرفة بالقانون الدولي الإنساني وبحقوق المسعفين بين كل أطراف النزاع وصولا إلى التزام هذه الأطراف بمسؤولياتها. فكل صوت يرفع الوعي، وكل مبادرة إيجابية، تسهم في حماية المستجيبين الأوائل وتوفير لهم الحماية التي يستحقونها.


#أحداث غزة #أزمة الخبز في قطاع غزة #أزمة الوقود في غزة #الهلال الأحمرالدولى

اخبار مرتبطة