د.مختار خطاب : رسالة إلى الرئيس جمال عبدالناصر غيرت مجرى حياتى
- درست الماركسية وكنت عضوا بمنظمة الشباب الإشتراكى
- أسعار البترول الخام فى السوق العالمى عنوان رسالتى للدكتوراة فى ظل أزمة الوقود فى ذلك الوقت
عرض : حسنى ميلاد

يواصل موقع العالم الآن الإلكترونى نشر أدق ألسرار فى حياة وزير قطاع الأعمال الأسبق د. مختار خطاب التى يستعرضها فى كتابة ” تشابه أسماء” حيث تتناول الحلقة الثانية حكاية د. خطاب مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حيث يروى ” فى عام ٥٨/٥٧ حصلت على الثانوية العامة من مدرسة الزقازيق الأميرية وكان عمرى فى بداية العام الدراسي أقل من ١٥ عاما ونجحت بتفوق وكان ترتيبى الثالث على المدرسه وقام الاستاذ حسين ابو الليف وكيل المدرسه بتسليمى استمارة النجاح وبشرنى بقوله”روح انت هتبقى وزير “وبعد أيام قليلة بدأ موعد التقدم للجامعات وكانت لا تزال أمنيتي أن أتقدم الى كلية المعلمين قسم اللغة الفرنسية لأصبح مدرسا للغة الفرنسية مثل الأستاذ جمال عبد المطلب المدرس بالمدرسة وصرفت النظر عن التقدم الى مكتب تنسيق الجامعات وتقدمت بأوراقى الى كلية المعلمين وكان لها تنسيق خاص بها
رسالتى إلى جمال عبدالناصر
أعلن عن موعد إغلاق مكتب تنسيق القبول بالجامعات في الصحف اليومية. وقبل اليوم الذي سيغلق فيه المكتب أبوابه بنحو أسبوع، بدأت ألوم نفسى لعدم تقدمي إلى مكتب تنسيق الجامعات بدأ بريق الجامعة يلمع في ذهني ترددت بضعة أيام، وفي اليوم المحدد لإغلاق المكتب فى الصباح الباكر صمّمت على استخراج كشف درجات من الإدارة العامة للامتحانات بالمنيرة بالقاهرة والتقدم لمكتب التنسيق سافرت إلى القاهرة من الفجر وكنت فى الثامنة صباحًا أمام شباك إدارة الامتحانات، ووجدت جمهرة كبيرة من الطلاب مثلى، يطلبون استخراج كشوف درجات لهم ، أغلق موظفو إدارة الامتحانات شبابيك التعامل مع الطلاب وساد الغضب والهرج بين الطلاب المتزاحمين.
اقترح أحد الطلاب المحتشدين أن نرسل فورًا برقية إلى الرئيس جمال عبد الناصر نشرح فيها موقفنا الحرج، لأن مكتب التنسيق سيغلق أبوابه في الساعة الخامسة مساءًا كنت من الموافقين والمتحمسين للفكرة انتحى عدد قليل منا جانبًا وصغنا برقية مطولة استغثنا فيها بالرئيس عبد الناصر وناشدناه إنقاذنا، وجمعنا بعض القروش من بعضنا البعض، وأرسلنا البرقية من مكتب بريد وتلغراف القصر العيني القريب جدا من إدارة الامتحانات.
استجابة الرئيس عبد الناصر
المدهش والمفاجئ أنه بعد نصف ساعه حضر إلينا على موتوسيكل ضابط برتبة نقيب من الحرس الجمهوري، ودخل من الباب الرئيسى لإدارة الامتحانات. وبعد نحو عشرة دقائق أو ربع ساعة على الأكثر فتح شباك تلقى الطلبات وطلب منا الانتظام في طابور، وتم تسلم طلباتنا الواحد تلو الآخر، وحصلنا على وعد من مدير الإدارة، أن تسلم كشوف الدرجات لنا جميعًا ابتداء من الساعة الثانية والنصف بعد الظهر. وفعلا بدأت الإدارة تُسلّمنا كشوف درجات الثانوية العامة ابتداء من الثانية والنصف، وكان دورى فى التسلم قبل الساعة الرابعة بقليل وطلبت تاكسى مع اثنين من الطلاب مثلى، وذهبنا إلى مكتب التنسيق فى الجيزة، ووصلنا بعد نحو ٢٠ دقيقة. وكتبت الرغبات على عجل حيث أُغلق مكتب التنسيق أبوابه الخارجية في الخامسة مساء وبقيت الشبابيك مفتوحة إلى حين الانتهاء من تلقى الطلبات من جميع الطلاب الذين هم بداخل مبنى المكتب وكتبت أول رغبة لى تجارة عين شمس حيث كان يُشاع أيامها أنها أقوى كلية تجارة في مصر!
أسابيع قليلة جاءنى قبول من كلية المعلمين وقبول من كلية التجارة جامعة بعد شمس واخترت فى النهاية كلية التجارة جامعة عين شمس.
رحلة الشهادات
بعد حصولي على معادلة بكالريوس الاقتصاد من جامعة جرونويل بفرنسا في يونيو ۱۹۷۰، انخرطت فى الدراسة للحصول على دبلوم الدولة (الماجستير) في العلوم الاقتصادية، والذى يقتضى اجتياز السنة التمهيدية بنجاح، ثم إعداد رسالة علمية في أحد الموضوعات التى يقبلها المشرف، ويعتمدها مجلس القسم، تجاز بعد الانتهاء (الماجستير). منها من لجنة المناقشة le. jury) قمت بعملية التسجيل في الكلية لنيل دبلوم الدولة
قلت لنفسى ها أنت يا ابن الخطاب أصبحت طالبا فى الماجستير … أظهر لنا كراماتك ! اخترت أربعة سمنارات قاعات بحث) للسنة التمهيدية: (۱) فترات التحول من الرأسمالية إلى الاشتراكية، (۲) التحليل الاقتصادى الكلى (المتقدم)، (۳) اقتصاديات الطاقة، (٤) التاريخ الاقتصادي وتاريخ المؤسسات.
ورغم أنني بحكم دراستى للماركسية والاشتراكية في المعاهد الاشتراكية، وإطلاعاتي الحرة بحكم ما تقلدته من مواقع سياسية قيادية، في منظمة الشباب الاشتراكي في السنوات ١٩٦٦، ١٩٦٧ ، ١٩٦٨ فى مصر ، إلا أننى عانيت معاناة قاسية، خلال العام التمهيدى لدراسة الماجستير ذلك لأن الدراسة لا تقوم على التلقين، فنظام قاعات البحث يعتمد على جهود الطلاب أنفسهم وعلى قدراتهم الذاتية
رسالة الدكتوراه
سجلت رسالتى للدكتوراه، تحت إشراف العميد ماييه، واخترت موضوعا شائكا هو تكوين أسعار البترول الخام فى السوق العالمى وترجع صعوبة موضوع البحث إلى أن دراسة الموضوع ستجرى أثناء أزمة الطاقة، وأثناء استمرار ارتفاع أسعار البترول من ٢,٣٧ دولارًا إلى ١١,٦٥١ دولارًا للبرميل من البترول الخام (الإشاري ٣٤ درجة API رأس تنوة فيما بين أغسطس ۱۹۷۳ ويناير ١٩٧٤، ويلزم ايجاد تفسير علمى، تقبله النظرية الاقتصادية والصعوبة الأخرى الأكثر جدية، هي أن هناك عشرات الدراسات والمقالات والأبحاث والكتب التي تصدت الموضوع تكوين أسعار البترول الخام وارتفاعه المفاجئ، واختلاط الجوانب السياسية والإستراتيجية مع الجوانب الاقتصادية فى هذه الدراسات وكون الارتفاع الحاد والمفاجئ لأسعار البترول مازال لغزا فى أذهان الباحثين والخبراء وغيرهم، وليس هناك تفسيرات مقنعة لأسباب الارتفاع فمعنى ذلك أن ما كتب في الموضوع ليس كافيا بعد لبيان الأسباب، لذلك وفى ضوء تجربة رسالة الماجستير الأولى، التي مزقت ما كتبته فيها شر أو خير مُمَزّق، فإن الموضوع الذي اخترته لرسالة الدكتوراه، هو موضوع يصلح للبحث العلمى بامتياز ويترتب على ذلك أنني، مبدئيا، سيكون مطلوبا منى كتابة مقدمة تستعرض الدراسات التي أعدت قبلى، أقوم بتقييمها وبيان أوجه القصور والعجز فيها، والجديد الذي سأطرحه فى الموضوع لأعالج القصور في هذه الدراسات السابقة على وادفع البحث فى الموضوع الى الامام