اللاعب الفرنسي موديست لم يعد مجرد صفقة فاشلة في الأهلي ،بل أصبح علامة استفهام كبيرة وضعت النادي في دائرة اتهامات متعددة ،الأمر الذي دفع الأهلاوية لطلب التحقيق والتحري ومساءلة كل الأطراف التي تجرأت علي دفع مليون يورو بما يعادل ٦٠ مليون جنيه تقريبا ، مقابل عقد لسنة واحدة..هذا الغضب شمل الأعضاء داخل جدران القلعة الحمراء وملايين من الجماهير المندهشة من هذا المقلب الكبير ،رغم البحث الطويل والتركيز الشديد في الاختيار والموافقة الجماعية من كولر المدير الفني وجهازه المعاون ومجلس الإدارة..كيف يحدث كل ذلك ويفاجئنا اللاعب بهذا المستوي المتدني الذي لايليق بفريق كبير يعيش تحديات مستمرة علي المستويات المحلية والقارية والدولية.
الأهلي يغلي من الداخل..ألا أن هذا الغليان لاينعكس علي وسائل الإعلام التي تنتقد وتعلق علي استحياء خوفا أو طمعا في علاقتها بالأهلي..ولو هذه الحالة في نادي آخر غير الأهلي لأصبح حدوتة يومية تنال نصيبها من اوصاف الفضيحة والفشل وإهدار المال العام وبالعملة الصعبة التي تؤثر علي كل مناحي الحياة.
هناك حاليا مساءلات محمومة داخل النادي يصاحبها عجز في التصرف واختيار القرار المناسب ،لأن مسئولي النادي لايريدون أن يظهروا بمظهر من وقع في خطأ جسيم ليس له وصف غير الفشل ،وفي نفس الوقت هم مطالبون بأية حل يخلصهم من هذا الحرج ولو بإعارة اللاعب محليا وبدء رحلة جديدة للبحث عن مهاجم آخر ،في وقت لايتسع للبحث مجددا حيث الارتباطات المهمة تتوالي بدون انتظار.
والسؤال الكبير الذي تتحرج الأدارة من الأجابة عليه هو : لماذا جاءت الصفقة فاشلة رغم الموافقة الجماعية عليها ،وأين كان كولر وهو يصمم علي ضم اللاعب ويرفض آخرين أفضل منه ،وماهي قيمة أن يكون رئيس النادي أبرز من لعب الكرة في مصر ولايراجع كولر ؟..ولماذا يتمسك كولر به ويصبر عليه ،وهل مجرد شعوره بالحرج من طلب التخلص منه وهو الذي أتي به يصح مع نادي بحجم الأهلي بأن يسكت علي مايضر بفريقه.
وموديست يقترب عمره من ال٣٦ سنة وهو دليل اتهام مبدأي يثير العجب ..صحيح كان سعره قبل الانتقال للأهلي ٢٠ مليون يورو وهو يلعب في الدوري الصيني لكن كيف نزل من هذا الرقم إلي مليون فقط ..ومنذ أن انتقل للأهلي في ٩ سبتمبر الماضي لعب معه ٤٤٦ دقيقة فقط في كل المسابقات وأحرز هدفين ،وهو الذي أحرز ١٧٨ هدفا في مسيرته قبل أن ينضم للأهلي..والطريف أنه لعب منها ٣ دقائق في مونديال الأندية أمام اتحاد جدة ونال البطاقة الحمراء وانتهت علاقته بالبطولة.
وفي ٣٠ يونيو ٢٠٢٤ ينتهي عقد اللاعب وإذا لم يتم تسويقه في الميركاتو الشتوي في يناير سيظل عبئا علي النادي ومسؤوليه ومدربه ومصدر ازعاج للجميع..