الدعوات المباركات للآباء ، والأمهات مقبولة بإذن الله تعالى ، والله أمرنا بها ، ورسوله صلى الله عليه وسلم بينها وقال صلى الله عليه وسلم:
إن الله ليرفع العبد درجات في الجنة ، فيقول العبد .. أني لي هذا فيقال هو : باستغفار ولدك لك ” فما أمرنا ربنا بالاستغفار لهما إلا ليغفر لهما ، وما أمرنا ربنا بالترحم عليهما ، إلا من أجل أن يرحمهما ، ورحمة الله لهما ” دخولهما الجنة ..
وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ” فهل علمت أنك بمجرد أن تدعو لهما ، وتقول ” رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ، وتدعو ، وتقول : ربنا اغفرلي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ” إلا غفر الله لك ، أنت أولا ، ولوالديك ، وللمؤمنين ، وأدخلكم .. برحمته الجنة معهم
وإياك أن تستكثر ذلك على الله ، فهذا : سوء ظن بالله تعالى .
فاعلم أخي بأن لك عند الله تعالى ،، شفاعة للمؤمنين ، ولذلك أمرك أن تستغفر لهم ، ليغفر لهم بدعائك المأمور أنت به منه ، سبحانه ، وتعالى ، وهم كلهم يستغفرون لك ، فالأمة كلها مقبولة بجمعها ، فأنت تدعو في صلواتك ، وتناجي ربك ، وتقول : إياك نعبد ، وإياك نستعين ،
اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين .. آمين ، والأمة كلها يدعون لك ، بنفس الدعاء ، ليقبل الله تعالى ، برحمته الواسعة ” جميعهم ببركة ما علمهم به من دعاء ، وأمرهم به ، ليغفر لهم ، ويرحمهم ، ” ويدخلهم الجنة عرفها لهم
” وفي الحديث القدسي الجليل عن رب العالمين ، يقول الله في القيامة : ” شفع الأنبياء والمرسلون ، والشهداء ، والصالحون ، ولم يبقى إلا شفاعة ” رب العالمين ” فأحسنوا الظن برب العالمين” و ” لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن برب العالمين ” مغلبا رجاءه على خوفه ” فالله تعالى عند ظن عبده به ” هكذا علمنا ربنا ، وهكذا بلغ رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، خاصة عند سكرات الموت ، يرجو العبد رحمت ربه ، ويخشى عذابه .. ظانا بربه خيرا ، مغلبا الرجاء على الخوف ، هكذا قال : أهل العلم ، والله أعلم ، وأعز ، وأكرم ، يغفر الذنوب ، ويستر العيوب ، ويسدد التبعات ، ويكفر السيئات..
فإذا قبلك ، ولم تستطع أن تسدد ، وعملت ما في وسعك ، واستنفدت أسبابك ، وفي نيتك السداد ، سدد الله عنا ، وعنكم، وارزقنا اللهم قبل الموت توبة ، وعند الموت شهاده ، وتولى قبض أرواحنا بيدك الطاهرة ، في غير ضراء مضرة ، وفتنة مضلة ، وأنت راض عنا ” يا أكرم الأكرمين
واعلموا عباد الله” أشتد غضب الله على عبد أذنب ذنبا فظن بجانب ، رحمة الله تعالى أن الله لا يغفر له .. لو كنت معجلا العقوبة ، أو كانت العجلة من شأني لعجلتها للقانطين من رحمتي ” قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ” ولا كلام بعد كلام الله تعالى ، ولا بيان بعد بيانه ، أفي الله شك ؟
” هذا بيان للناس وهدى وموعظة لللمتقين ” فالدعاء للوالدين أمانة ، وفضله لا يعود على الوالدين فحسب ، بل يعود على الأبناء أكثر ، وهذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين” ووكل عام وأنتم بخير وعافية وفضل وستر وعطاء ، أعواما مديدة وسنين سعيدة ، وأعانكم على ذكره وشكره وحسن عبادته ، ورزقنا وإياكم رحمته ، ومغفرته ، ورضوانه ، وبلغنا ليلة القدر بسرها الكريم ، وعطائها العظيم ، والصلاة والسلام على حضرة النبي الكريم ، وآله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيرا