أكدت شبكة “إن بي آر” الأمريكية، أن إسرائيل تسعى الآن لانتزاع قطاع غزة من حركة حماس، في ظل مخططات الحكومة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن تتحمل إسرائيل المسؤولية العسكرية الشاملة، ولكن يجب أن تكون هناك أيضًا حكومة مدنية هناك، ولكن يبدو أن لدى إسرائيل مخطط خفي في غزة، يقضي بإبقاء القطاع في فوضى بدون حكومة حتى يتسنى لإسرائيل الفرصة لقصفها وإبادة من فيها متى شاءوا.

أهداف إسرائيل الحقيقية في غزة

وتابعت الشبكة أن نتنياهو لم يحدد هوية هذه الحكومة المدنية، فهو يرفض البديل الأكثر منطقية لحماس، وهي السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة فتح، الحزب الذي يحكم الضفة الغربية، ولم يذكر اسم أي مجموعة أخرى قد تتولى المسؤولية.

وأضافت أن إسرائيل تريد حرية ضرب أهداف في غزة عندما تشاء، لكنها لا تريد مسؤولية الحكم أو تقديم الخدمات لنحو 2.3 مليون فلسطيني في القطاع، كما أنها ليست مستعدة للقول من الذي ينبغي أن يتحمل هذه المسؤولية، وبرفض السلطة الفلسطينية، فإن إسرائيل ترفض المجموعة التي أيدت حل الدولتين ــ الذي ترى الولايات المتحدة وآخرون أنه السبيل الوحيد نحو السلام الدائم.

وأشارت إلى أنه بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن السلام في الشرق الأوسط هو الهدف، فإن هذا إغفال كبير، ولكن بالنسبة لأي شخص يعتقد أن الصراع “دائم” وأنه لا يوجد حل يمكن أن يكون مرضيًا لإسرائيل، فإن الافتقار إلى خطة طويلة المدى لغزة أمر مرغوب فيه، وهذه هي النقطة التي ترغب إسرائيل في الوصول إليها.

وأضافت أنه في العديد من المقابلات التي أجريتها معي منذ عام 2013، نادرًا ما أشار نتنياهو إلى انفتاحه على حل الدولتين، ولم يشر على الإطلاق في السنوات الأخيرة، فبدلًا من ذلك هو يرغب في فكرة السماح للفلسطينيين بأن يحكموا أنفسهم فقط في المسائل التي لا تهم إسرائيل، بينما يحتفظ الإسرائيليون بكل السلطة في المسائل الأمنية.

وفي مقابلة أجريت معه عام 2022، اعترف نتنياهو بأنه يقدم للفلسطينيين شيئًا أقل بكثير من المساواة السياسية. وقال “لا أخفي ذلك لمدة دقيقة. أقول ذلك علنا”. الفلسطينيون منفتحون لدرجة أنهم غير مهتمين.

وأكدت الشبكة أنه إذا لم يقدم نتنياهو أي استراتيجية مباشرة للسلام مع الفلسطينيين، فإنه كان على استعداد لمواصلة السلام من دونهم، حيث عمل لسنوات على فتح علاقات دبلوماسية مع الدول العربية، والالتفاف حول الفلسطينيين من خلال صنع السلام مع حلفائهم العرب، ولكن فشل في النهاية في تحقيق هذا الهدف، حيث تمسكت كافة الدول العربية بحق إقامة الدولة الفلسطينية.